14 أبريل 2025 / 06:31

تقرير جديد: “داعش” يوظف الفنون والدراما لتجنيد الشباب وترويج التطرف

كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من خلال وحدة رصد اللغة التركية، عن أساليب دعائية متطورة يعتمدها تنظيم “داعش” الإرهابي لتجنيد الشباب والترويج لأيديولوجيته المتطرفة، حيث يوظف التنظيم أدوات الفن والإعلام بأساليب إنتاج احترافية تُخاطب العاطفة وتُغلّف رسائله العنيفة بأقنعة بصرية خادعة.

وأشار في تقرير جديد إلى أن التنظيم تجاوز الوسائل الدعائية التقليدية، مستغلا الطفرة التكنولوجية في الإعلام الرقمي، حيث ينتج مقاطع مصوّرة بجودة تضاهي أعمال السينما العالمية، مستخدما مؤثرات بصرية وتقنيات إخراج متقدمة، وهو ما أكدته صحيفة “التايمز” البريطانية التي أشارت إلى محاكاة التنظيم لأفلام هوليود في الشكل والمضمون.

ورصدت وحدة اللغة الإسبانية بالمرصد أنشودة دعائية بثها التنظيم تدعو إلى شن هجمات ضد المدنيين، تتضمن عبارات تحريضية مثل “الخلافة ستتقدم ولن تتوقف أبدا” و”تأهبوا للقتال”.

وكشفت وحدة اللغة التركية عن أنشودة بعنوان “يا إسطنبول” بثها التنظيم عبر أحد أبواقه الإعلامية، تحمل طابعا دينيا تحريضيا يدعو إلى العنف والتمرد، في استخدام واضح للرموز التاريخية والموسيقى كأدوات تعبئة وتحريض.

وحذّر التقرير من قدرة التنظيمات الإرهابية على التسلل إلى وجدان الشباب عبر المحتوى المرئي، مستغلة عصر المنصات الرقمية وسرعة الانتشار، معتبرا أن الفن أصبح أداة استراتيجية تُستخدم لتغليف الخطاب المتطرف في قالب جذاب.

ودعا مرصد الأزهر إلى ضرورة مواجهة هذه الظاهرة عبر توظيف الفنون الهادفة، لا سيما الدراما، لمجابهة الفكر المتشدد، مشيدا بتجارب فنية مثل مسلسل “الاختيار” في فضح خرافات الجماعات المتطرفة وتفكيك سردياتها التضليلية.

وفي ختام تقريره، شدد المرصد على أهمية انخراط الكُتّاب والمبدعين في معركة الوعي، مؤكدا أن الكلمة الصادقة والمشهد الهادف يمكن أن يشكّلا درعا ثقافيا يحمي العقول من الوقوع فريسة لدعايات الإرهاب المغلّفة بالإبهار البصري والخداع الفني.