إعداد: رشيد المباركي
ذكر تقرير صادر عن منصة أسوشيتد برس أن إيران تجد نفسها اليوم في أضعف موقف منذ ثورتها الإسلامية عام 1979، بينما يرحب الشرق الأوسط على نطاق واسع بوقف إطلاق النار في حرب غزة. فخلال سنوات طويلة اعتمدت طهران على ما تصفه بـ”محور المقاومة” لدعم جماعات ودول حليفة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تقتصر على غزة، بل استهدفت قيادات من حماس وحزب الله وحتى عناصر بارزة داخل المؤسسة العسكرية والنووية الإيرانية، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وتعطيل قدراتهم.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لزيارة الشرق الأوسط، حيث سيحظى بالترحيب من إسرائيل ودول عربية، فيما تبقى إيران خارج المشهد بعد حرب استمرت 12 يوما. وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن هذا ليس “لحظة فخر” لإيران، إذ أصبح نظام تحالفاتها في حالة انهيار، وإن لم ينتهِ تماما. وفي الوقت الذي وصفت فيه طهران الهدنة بأنها “انتصار لحماس”، نقلت وسائل إعلامها تصريحات لوزير الخارجية عباس عراقجي الذي أكد دعم بلاده لأي خطوة توقف “الجرائم والإبادة” ضد الفلسطينيين. لكن مستشار المرشد الأعلى علي أكبر ولايتي حذر من أن الهدنة في غزة قد تعني اندلاع صراع آخر في المنطقة، في إشارة إلى حزب الله والحوثيين والجماعات العراقية.
ويلفت التقرير إلى أن المخاوف من ضربات إسرائيلية جديدة لا تزال تسيطر على الإيرانيين، خاصة بعد تدمير معظم منظومات الدفاع الجوي في يونيو، وغياب خامنئي عن خطبه الأسبوعية. كما تدهورت الأوضاع الاقتصادية مع العقوبات وهبوط أسعار الطاقة. وقال المحلل سعيد ليلاز إن ضعف الاقتصاد دفع إيران لدعم حماس كوسيلة لإبعاد الصراع عن حدودها، فيما شبّه طالب جامعي إيران بـ”لاعب خاسر أفلس بعد جولات قصيرة من الربح”.