حذّر تقرير جديد صادر عن مركز التفكير البريطاني “إيكوي” من تجاهل البُعد الديني في نظام الرعاية الاجتماعية بالمملكة المتحدة، معتبرا أن هذا الإغفال يُلحق أضرارا بالغة بالأطفال والأسر الحاضنة، ويقوّض التماسك المجتمعي.
وأنجز التقرير الذي حمل عنوان “الإيمان، الأسرة ونظام الرعاية: صلة مفقودة؟”، بالتعاون مع مؤسسة الاستطلاعات “سافانتا”، وجرى عرضه في ندوة افتراضية عُقدت أخيرا.
ويسلط التقرير الضوء على ما وصفه بـ”أزمة رعاية الطفولة”، حيث تجاوز عدد الأطفال في نظام الرعاية 107 آلاف، بينما تسجل أعداد الأسر الحاضنة تراجعا ملحوظا.
وأكدت الدراسة أن الهوية الدينية، رغم تأثيرها العميق في تشكيل شخصية الأطفال – إذ أشار 73% من المسلمين البريطانيين و40% من عامة الناس إلى أن الدين جزء محوري من هويتهم – غالبا ما تُغفل عند اتخاذ قرارات التبني أو الإيواء، خلافا لما هو معمول به بخصوص العرق والثقافة.
ويربط التقرير بين قرار السلطات إنهاء ما يُعرف بـ”المطابقة الإيمانية” عام 2014، أي إسناد الأطفال إلى أسر من نفس الخلفية الدينية، وبين ارتفاع حالات الصدام الهوياتي وانهيار بعض حالات الإيواء.
كما لفت إلى ضعف تمثيل الأطفال المسلمين ضمن نظام الرعاية، مشيدا بالدور المركزي الذي تضطلع به المجتمعات المسلمة من خلال نظام “الرعاية الأسرية”، وهو ما يُقدّر أنه وفر على الحكومة نحو 223 مليون جنيه إسترليني.
ورغم أن المسلمين البريطانيين أبدوا استعدادا أكبر للانخراط في الرعاية، إلا أن التقرير أشار إلى أن كثيرين منهم يترددون بسبب مخاوف من التمييز.
ودعا التقرير الحكومة إلى إدراج الانتماء الديني في سجلات الأطفال، واعتباره عنصرا حاسما في قرارات التبني، إلى جانب تعزيز الشراكة مع الجمعيات الخيرية الدينية لتشجيع الأسر على التبني والرعاية.