21 أبريل 2025 / 22:18

تقديم كتاب يسلط الضوء على المسار المغربي في الدفاع عن القضية الفلسطينية

دين بريس. رشيد المباركي

تقديم كتاب المغرب والفلسطينيون للباحث جمال عميار في الرواق المشترك مجلس الجالية ووزارة الثق

احتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط، يوم الاثنين 21 أبريل 2025 لقاء من أجل تقديم كتاب “المغرب والفلسطينيون: الرباط، رام الله، القدس، غزة. 1960 – 2024” والصادر في العام الماضي، لمؤلفه جمال عميار، والكتاب هو ثمرة ثلاثة عقود من البحث الأكاديمي والميداني، في لقاء قدمه للحضور، الصحفي والباحث أنوار لكحل.
أخذا بعين الاعتبار أن المؤلف اشتغل على الموضوع طيلة هذه المدة، وزار مناطق الصراع وأجرى عدة حوارات، إضافة إلى تراكم عمله البحثي، فقدة أورد جمال عميار عدة معطيات تاريخية حول القضية الفلسطينية، بما فيها الأدوار التي قامت بها المملكة المغربية منذ أكثر من نصف قرن، دولة وحكومة وشعبا، ومن ذلك أن المسؤولين الفلسطينيين كانوا يصفون الحركة الوطنية الفلسطينية بأنها جسدت تتمة للحركة الوطنية المغربية، كما توقف عميار عند تاريخ حضور المغاربة في القدس وفلسطين إجمالا، والذي يمتد إلى حقبة حكم صلاح الدين الأيوبي، ومنه تأسيس حي المغاربة الذي يشهد على هذا الحضور المغربي التاريخي.
وقد توقف المحاضر أيضا عند الحجم الكبير للأدبيات التي تطرقت للحضور المغربي في فلسطين، ومن ذلك ما نجده في وكالة مال بيت القدس الشريف، ومقرها الرباط، والتي يبقى المغرب أول وأهم ممول لها، من أجل حماية الحقوق العربية والإسلامية في القدس.
تطرق عميار أيضا إلى تدبير المغرب وتعامله مع القضية الفلسطينية بالأمس واليوم، ومن ذلك أن الملك الحسن الثاني، تعامل مع القضية في سياقات جيوسياسية لم تكن هينة، مستحضرا مع ذلك مصلحة المغرب، أو إنه في عهد الملك محمد السادس، وعلى سبيل المثال، لا الحضر، دشن المغرب خلال العام الماضي المركز الثقافي المغربي في القدس الشرقية، ضمن مبادرات أخرى أكدت الحضور المغربي الوازن، مما جعل من المغرب وسيطا نوعيا في القضية، خاصة إننا إزاء حضور قديم وبشهادة قوى عظمى، وقد أورد مجموعة من الوقائع في هذا السياق، منها مثلا أن أول رحلة للمستشار الأمريكي هنري كيسنجر لدولة عربية، بعد حرب 1973، جرت في نوفمبر 73، كانت إلى المغرب بالتحديد، وليس دولة عربية أخرى.

في السياق الخاص بتفاعل منظمات المجتمع المدني المغربية مع القضية الفلسطينية، أكد جمال عميار، أنه مباشرة بعد حرب يونيو 1967، سوف يكون المغرب أول دولة عربية إسلامية، يعلن فيها عن تأسيس منظمة مساندة الشعب الفلسطيني، وعرفت مساهمة الأحزاب الوطنية والمنظمات النقابية.
وقد خلص المحاضر إلى أن أهم ما يميز التعامل المغربي إجمالا مع القضية الفلسطينية، كونه يستحضر الواقعية السياسية، أخذا بعين الاعتبار تعقيدات القضية والإكراهات المرتبطة بها.