آدم الرباطي ـ رئيس إتحاد المسيحيين المغاربة
إننا ندافع عن أراضينا، ودفاعا عن الحق، لا شك أن قلوبنا جميعا وأفكارنا وكل مشاعرنا مركّزة فى الحرب التى تخوضها بلادنا دفاعا عن وحدتنا الترابية.
ولعلّ أول ما نقوله فى موضوع الحرب، هو أن بلادنا حاليا قد عاشت محبة للسلام طول تاريخها، ولم تدخل الحرب إلا لدفاع عن أراظيها من المعتدين، فقد بذلنا كل جهودنا من أجل حل مشكلتنا حلا سلميا، وصبرنا على المنفصلين أكثر من اربعة عقود نفاوض ونناقش ونعرض الحلول سلمية بلا جدوى.
وخلال هذه السنوات كلها كان المعتدي يعتز بذاته ويشعر أنه فى مركز القوة، رافضا كل حل سلمى، ولعله كان يظن أن محبتنا للسلام لون من الضعف أو الخوف، لذلك اضطرت بلادنا أن تدافع عن حقها، وأن تعمل على تأمين أراضيها وصيانة كرامتها.
وقد قال الكتاب المقدس (إن الملك لا يحمل السيف عبثا)، فإننا لا نخوض حربا عدوانية ولا نعتدى على أملاك أحد، بل إننا نحارب داخل أراضينا، دفاعا عنها، لهذا فإن بلادنا تحارب بضمير مستريح، وبقلب نقي، بل إنها كسبت إلى جوارها ضمير العالم، غير المتحيز، المحب للعدل.
إننا نجاهد من أجل قضية عادلة، ودائما الحرب الدفاعية حرب عادلة، ونحن فى بلدنا المغرب فى حرب دفاعية، ولقد أصبح الهجوم دفاعا، والدفاع لا إثم فيه ولا خطيئة، بل هو واجب مقدس، ونحن نفرق بين العمل العام والخاص، فلكل منا أن يتنازل عن حقه الشخصى، أما حق الله وحق الوطن فليس لنا أن نتنازل عنه، والسيد المسيح الذى تكلّم عن المحبة باستمرار، قال “لا يوجد حب أعظم من هذا، أن يبذل أحد نفسه عن أحبّائه”.
وجنودنا يبذلون حياتهم عن أحبائهم وأسرهم وعمن يعرفون، يدافعون عن الوطن الذى تقدّست كل حبة رمل فيه، إن جنودنا تحارب فى الميدان والله فى السماء يرى ويسمع ويعمل أيضا، وقد قال الكتاب المقدس إن الحرب للرب والله قادر أن يغلب بالكثير والقليل.
والمغرب صاحب التاريخ المجيد الطويل العريق، البلد الذى عرف بالكرم وسلم، إننا متفائلون، ونشكر الله أن الضيقات باستمرار تزيدنا قوة، وتجعل صفوفنا أكثر وحدة، وأصلب عودا وأشد إصرارا وعنادًا على الجهاد من أجل الحق.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=12248