دين بريس
حذر الخبير السويدي من أصل إيراني، تريتا بارسي Trita Parsi، في مقال تحليلي نشر أخيرا بمجلة فورين بوليسي، من أن المنطقة قد تكون على أعتاب جولة جديدة من الصراع بين إسرائيل وإيران خلال الأشهر القليلة المقبلة، وربما قبل نهاية شهر غشت الجاري.
وتوقع أن تكون هذه المواجهة أكثر عنفا ودموية من سابقتها، مع تغير في استراتيجية طهران لمواجهة أي هجوم محتمل.
وأوضح بارسي أن إيران، بدلا من الانخراط في حرب طويلة الأمد كما حدث في المواجهة السابقة، قد تختار هذه المرة البدء بضربة حاسمة تهدف إلى إحباط أي محاولة إسرائيلية لفرض هيمنة عسكرية.
ووفق تحليله، فإن إسرائيل كانت تسعى، في حربها الماضية، إلى ثلاثة أهداف رئيسية: جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، وإسقاط النظام الإيراني، ودفعه إلى وضع يشبه سوريا أو لبنان حيث يمكن استهدافه دون ردع دولي، لكنه أشار إلى أن تل أبيب لم تنجح سوى في تحقيق هدف واحد من هذه الأهداف.
وأضاف أن السياسة الإسرائيلية المعروفة بـ”جز العشب” — أي تنفيذ ضربات وقائية متكررة لإضعاف الخصم — تدفع نحو تسريع وتيرة الهجمات، في حين تعلمت إيران من التجربة السابقة وقد ترد هذه المرة بقوة أكبر.
كما تناول بارسي البعد الأميركي للأزمة، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب سيكون أمام خيارين إذا اندلعت الحرب: الانخراط الكامل في القتال إلى جانب إسرائيل، أو مقاومة الضغوط الإسرائيلية، وهو خيار قد يكون صعبا مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
ويرى المحلل أن أي مواجهة جديدة ستكون لها تداعيات عميقة على موازين القوى في الشرق الأوسط، وربما تدفع إيران إلى إعادة النظر في سياستها النووية، ما سيزيد من تعقيد أي حلول دبلوماسية مستقبلية.