رحّب عدد من أساقفة الكنيسة الأنجليكانية ذوي الاهتمام المباشر بالأراضي المقدسة بقرار رئيس الوزراء البريطاني “كير ستارمر” الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، في خطوة نُسّقت مع حكومات فرنسا وكندا وأستراليا والبرتغال.
وجاء الإعلان متزامنا مع يوم خصصته الكنائس في بريطانيا للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط.
وأعرب الأسقف “كريستوفر تشيسن”، أسقف ساوثوارك والقيادي في شؤون الشرق الأوسط داخل مجلس اللوردات، إلى جانب الأساقفة غولي فرانسيس ـ ديخاني (شيلمسفورد)، وراشيل تريويك (غلوستر)، وغراهام آشر (نورويتش)، عن دعمهم القوي لهذه الخطوة التي اعتبروها قادرة على تقويض الخطابات المتطرفة وتعزيز أصوات المعتدلين.
وأكد الأساقفة في بيان مشترك، نشر يوم الاثنين الماضي، أن الاعتراف بدولة فلسطين يشكّل استجابة لتطلعات شعبية طبيعية بالانتماء إلى دولة تتمتع بالمواطنة الكاملة فوق أرضها، مذكّرين بأن الحكومة البريطانية اعترفت بحق إسرائيل في الدولة عام 1950، لكنها أخرت لعقود الاعتراف بحق الفلسطينيين في السيادة، واعتبروا أن القرار يمنح أخيرا تكافؤا في المكانة والاعتبار بين الشعبين.
وأشار البيان إلى أن الاعتراف لن يوقف الفظائع الجارية في غزة، والتي وصفتها لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة مؤخرا بأنها إبادة جماعية، كما لن يضع حدا لتصاعد عنف المستوطنين وهدم المنازل والاعتقالات الإدارية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لكنه، في المقابل، يبعث برسالة سياسية وأخلاقية قوية بأن الاحتلال غير عادل وغير مقبول، ويمنح الفلسطينيين أملا في مستقبل خال من العنف والهيمنة.
وأوضح الأساقفة أن الاعتراف لا يُعد مكافأة للإرهاب، بل يمثل خطوة عملية لتعزيز الاعتدال وتوفير الشرعية للسلطة الفلسطينية من أجل تحمل مسؤولياتها والسعي نحو تطبيق حل الدولتين القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة، تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل.
وختموا بالتأكيد على ضرورة أن تواكب الاعتراف إجراءات أخرى بريطانية على المستويات الإنسانية والسياسية والاقتصادية، معتبرين أن هذه الخطوة تمثّل جزء من وفاء بريطانيا بدَين تاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، وتمهّد الطريق أمام تحقيق المساواة في الحقوق والتقدم نحو تسوية عادلة وشاملة.