بوهندي يكتب عن العدو العالمي الأول كوفيد 19

مصطفى بوهندي
آراء ومواقف
مصطفى بوهندي6 نوفمبر 2020آخر تحديث : الجمعة 6 نوفمبر 2020 - 10:27 صباحًا
بوهندي يكتب عن العدو العالمي الأول كوفيد 19

مصطفى بوهندي
سأتحدث اليوم عن العدو العالمي الأول “كوفيد 19″، الذي استطاع قلب العالم رأسا على عقب، في فترة وجيزة؛ ولم يفرق في ذلك بين دولة متقدمة وأخرى في طريق النمو، ولا بين شخصية غنية وأخرى فقيرة، ولا رجل وامرأة ولا صغير وكبير. “وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) سورة النور.

ورغم أن الآية المذكورة قد وردت في سياق الحديث عن الشيطان ومحاولة تسلطه على الإنسان، وتزكية الله لمن يشاء من عباده. فإنها تنطبق انطباقا كاملا على هذا الوباء اللعين، الذي له قوة فتك بالبشر تصل إلى 2 في المائة؛ وهو رقم مرعب.

ورغم البحوث والدراسات التي تقوم على قدم وساق في جميع أنحاء العالم، فإن جائحة المرض اللعين تجتاحنا، وتدمر كل شيء فينا بنسبة مضاعفة هندسية شهرية، تفوق 1،5 في المائة. وهو ما يعني أن عدد الوفيات في المغرب من اليوم (5095 وفاة) إلى نهاية السنة سيتجاوز عشرة آلاف وفاة، وهي مدة أقل من شهرين.

وليس لنا على الأقل إلى هذه اللحظة، مع كل ما وفرته الدولة من إمكانيات رغم ضخامتها فهي محدودة مقارنة بحجم الكارثة وبما وفرته دول كبرى لساكنتها، لكنها تدق ناقوس الخطر. وهنا لن يكون في حمايتنا إلا فضل الله وتزكيته لنا برحمته أولا، وبالتزامنا بإجراءات السلامة، التي ينبغي أن يفرضها كل واحد على نفسه، ومن ذلك الكمامة، التي تقي الأشخاص من استنشاق الفيروس، باعتبار أن الأنف هو السبيل الأساسي لدخوله إلى جسم الإنسان، والكمامة تمثل واقيا حقيقيا له. كما أن الكمامة تمنع الأشخاص من لمس جزء كبير من وجههم وعيونهم في كل لحظة. وينبغي استبدال هذه الكمامات ذات الاستعمال الشخصي عدة مرات في اليوم، لأنها المظنة الأولى لاستقرار الفيروس.

أما الإجراء الثاني فهو التباعد وعدم السلام باليد أو الوجه، وعدم لمس الأسطح الخارجية للأشياء المحيطة. ويأتي غسل اليدين أو تعقيمهما في كل مرة، خصوصا بعد لمس الأسطح المختلفة ومنها النقود والسلع والأجهزة وما إلى ذلك، مما يحتمل أن يكون الفيروس قد استقر عليه. ويبقى الإجراء الأكثر أهمية، هو المكوث في البيوت، والاهتمام بالصحة الذاتية وأسبابها، مثل الطعام الصحي والنوم الصحي والرياضة والاستحمام وكل أنواع الوقاية الممكنة.

ونعود إلى الفيروس وآية التزكية. فحسب الإحصاءات العالمية والمحلية، فإننا أمام مستقبل مجهول على كل الأصعدة. وأمام سيناريوهات مرعبة، وخصوصا في ظل غياب أي لقاح أو علاج حقيقي للوباء وللمرضى المصابين به أو للوقاية من الإصابة به. فمثال المغرب الذي تبلغ نسبة تطور الفتك الشهري 1،7. وهو ما يعني أن أعداد الوفيات تتضاعف ثلاث مرات في أقل من شهرين.

وحتى نقرب خطورة الوضع للذين لا يدركون حجم الكارثة، وبعضهم يكذب بوجود الوباء والمرض؛ دعونا نطلع على حجم الموت الذي سيدركنا في سنة واحدة، إذا لم يعجل لنا الله بشفاء من عنده: وسنأخذ معدلا أقل من المعدل القائم بنقطتين. أي 1،5 بدلا من 1،7 القائم فعليا في الشهر، وهو يمثل مقاربة شديدة التفاؤل مقارنة بالواقع. وستكون النتيجة هي وفاة أكثر من مليون وربع مغربي من الأربعين مليون الذين هم ساكنة المغرب؛ وهو يعني أن جميغ المغاربة معرضون للإصابة بالفيروس، وأن الموت سيأخذ منهم ما يزيد عن نسبة 2 في المائة المقررة لهذا المرض حسب المعطيات الإحصائية الحالية. وربما سندخل حينها في مناعة القطيع التي استسلمت لها العديد من الدول، بما في ذلك الكبيرة منها.

خذوا احتياطتكم اللازمة، واعتنوا بصحتكم، ولنرفع أكفنا إلى الله ربنا مالك الملك، الذي “وإذا مرضت فهو يشفين”؛ ولولا فضله ورحمته ما زكى هذا الوباء منا أحدا”، إنه سميع مجيب الدعاء.
صفحة الكاتب عبى فيسبوك

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.