مصطفى بوهندي
كانت مشكلتي مع الحمام مستمرة، بحيث تجدني قبل أخذه أكثر من الاحتياطات، حتى لا يمسني البرد، أو يصيبني الزكام، الذي يكون الصيف أفضل مواعيده، ويستمر أسابيع كثيرة تصل أحيانا إلى الشهرين.
ورغم احتياطاتي، التي كان منها جعل الماء في حرارة عالية، لا يطيقها غيري. فإنني أصاب في أغلب الأحيان بضربات زكام، أصبحت مزمنة…
وبعد 59 سنة من عمري، أقف ذات يوم مع آية من القرآن طالما قرأتها وتغنيت بها، ودرستها للطلبة.. لكنها وكأنها لم تنزل من قبل. فنزلت على قلبي؛ وهي قوله تعالى” اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب. والتي جاءت في سياق توجيه الإرشاد لنبي الله أيوب لمواجهة ما أصابه من نصب وعذاب مادي ومعنوي. قال تعالى: “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42).” سورة ص 41-42.
وشرعت في ترديدها، ثم ركضت برجلي، وأخذت دوشا باردا، أرغمت عليه نفسي شيئا فشيئا حتى استأنست به.
وشعرت بأنني ضيعت عمرا طويلا وأنا مغبون في نعمة آية؛ ومنذ ذلك الوقت، أزلت جميع الاحتياطات في التعامل مع الحمام، ولم يعد عندي مشكل أن أسبح في النهار أو الليل بالماء البارد وحده، ولا أخلطه ولو بقطرة من الماء الدافئ أو الساخن.
ولم يعد عندي مشكلة مع شيء اسمه البرد خصوصا في الصيف؛ وقضيت هذا الصيف كله بحمد الله، دون أن أشكو من أي مشكلة مما كنت أعانيه من قبل بسبب الاستحمام.
واصلت مساءلة الآية عن شطرها الثاني المتعلق بالشراب البارد؛ وقررت كذلك أن أجعله من عاداتي؛ وحصوصا وإني من مرضى السكري.
ولقد كنت كثيرا ما يسألني الطبيب عن كمية شرب الماء، ويوصيني بشربه، لكنني لم أكن ألقي إلى كلامه بالا كبيرا، حتى نزلت الآية على قلبي، ولقد أحسست بتحسن كبير بسبب هذه الوصفة القرآنية التي كنا نسمعها ونقرأها ونحفظها بلا آذان واعية ولا أعين بصيرة ولا قلوب عاقلة.
والآن منذ بضعة شهور غيرت هذه الآية جزءا مهما من عاداتي وحياتي الصحية، وأردت أن أشارككم هذه الآية، لعلكم تستفيدون من أنوارها، ولا تغبنون كما غبنت فيها، خصوصا الشباب والشابات الذين يرغبون في عادات وحياة صحية جيدة.
صفحة الكاتب على الفيسبوك
المصدر : https://dinpresse.net/?p=11784
