11 أبريل 2025 / 10:34

بوصوف: “إمارة المؤمنين” حل لإشكالات حارقة بـ”مفاهيم كونية بخصوصية مغربية”

دعا د. عبد الله بوصوف الباحثين في العلوم السياسية إلى بلورة نظرية “احتكار الدولة لاستعمال الدين”، كما هو في النموذج المغربي لـ”إمارة المؤمنين”، قياسا على احتكار الدولة الوطنية لاستعمال العنف، الذي كان وسيلة ناجعة لتدبير الاختلاف وسط المجتمع، وبهذه النظرية سنتجنب الحروب والاصطدامات وسفك الدماء.

جاء ذلك في تعقيب عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، على قراءات لكتابه: “إمارة المؤمنين.. المرجعية الروحية لوسطية الإسلام”، خلال اللقاء الأكاديمي، الذي نظم أمس الخميس، 10 أبريل 2025، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، بشراكة مع الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية.

وتساءل مؤلف كتاب “إمارة المومنين” في إطار الصراع بين الكوني والمحلي: هل لا يمكن أن يكون المغرب مصدرا للكوني؟ ليجيب: “نعم، يمكن للكونية أن تأتي من عندنا نحن أيضا”، ولهذا أشار في عنوان الكتاب في نسخته الفرنسية إلى الكوني: Une monarchie citoyenne en terre d’Islam : Comment Mohammed VI a conçu un modèle religieux universel، فالنموذج المغربي في الحكم “إمارة المؤمنين” يجيب عن الإشكالات الحارقة المستعصية على الحل في مجموعة من بلدان العالم، من خلال “مفاهيم كونية بخصوصية مغربية”.

ولهذا ساهم هذا الكتاب في تقديم وإبراز دور “إمارة المؤمنين” في إغناء الفكر العالمي.

وفي خضم النقاش حول الديني والسياسي الذي يشغل الجميع، وجه الانتباه إلى أن إمارة المؤمنين “نموذج ديمقراطي بامتياز، ولا يمكن أن يزايد علينا أحد في ديمقراطيتها أو بنظام ديمقراطي معين”، مبينا أن النموذج المغربي يجمع بين التجربتين الديمقراطيتين في كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وأن النظام الإنجليزي مستوحى من النموذج المغربي، إذ إن إمارة المؤمنين بالمغرب تاريخيا تستجيب لمقتضيات العصر في تدبير التنوع الديني.

وفي تقييمه للكتاب، قال عبد الرزاق العسري، مدير مختبر الدراسات المقارنة في اللغات والآداب والثقافات والتاريخ، في مداخلته: إن كتاب بوصوف “غني بأفكاره الجامعة، يزاوج بين الرصانة والعمق؛ وهو مرجع لكل باحث يريد أن يفهم هذه المؤسسة المركزية في النسق السياسي المغربي من الداخل”.

وشارك في قراءة هذا الكتاب كل من: د. عبد الحميد ابن الفاروق، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ود. عبد الرزاق العسري، مدير مختبر الدراسات المقارنة في اللغات والآداب والثقافات والتاريخ، ود. مولاي المصطفى الهند، أستاذ باحث في العلوم الإسلامية، ومدير مختبر بنية الخطاب الديني وقضايا الأسرة المغربية، ود. خالد أوعسو، أستاذ باحث في التاريخ الراهن والقانون العام والعلوم السياسية، ود. محمد العزري، أستاذ باحث في التاريخ الراهن بجامعة الحسن الثاني.