أكد الأستاذ إدريس بن الضاوية، عضو المجلس العلمي الاعلى، خلال مداخلته التي جاءت بعنوان “خطة تسديد التبليغ مشروع من أهله في محله: الموجبات والمحاور والغايات”، أن الأنبياء والأولياء والعلماء يمثلون عبر التاريخ جسورًا تربط بين الخالق وعباده، عبر أداء رسالة التبليغ الرشيد التي تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
واستشهد بن الضاوية بقول الله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)، معتبرًا أن رسالة العلماء تستمد أصولها من منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم كأكمل نموذج لبلاغ الوحي.
جاءت هذه المداخلة في سياق ندوة نظمها المجلس العلمي الأعلى يوم الأحد 28 جمادى الأولى 1446هـ، الموافق لـ 1 ديسمبر 2024م، تحت عنوان “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”.
وأبرز رئيس المجلس العلمي المحلي للعرائش أن التبليغ الرشيد يستدعي الالتزام بالأمانة والوعي بمسؤولية التبليغ، من خلال التحلي بصفات النبي صلى الله عليه وسلم، من هدي وأخلاق وكمالات.
وأوضح أن العلماء الذين أقامهم الله تعالى في مقام التبليغ يجب أن يتحلوا بسمات تؤهلهم لهذه المسؤولية، بما يعزز قدرتهم على أداء دورهم في إصلاح النفوس وتوجيه المجتمعات نحو طريق الهداية.
وأضاف أن هذا الدور لا يقتصر على الإرشاد الديني، بل يمتد ليشمل تهذيب الأخلاق، وتصفية الأعمال، وضمان الحقوق، بما يسهم في تحقيق مقاصد الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده المخلصين.
كما شدد على ضرورة إعداد النفس للإجابة عن أسئلة يوم القيامة التي جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “لا تزولُ قَدَما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه”، معتبرًا أن هذه الإجابة هي المحك الأساسي لسلامة الإنسان في الآخرة.
وأشار بن الضاوية إلى أن المبادرات العلمية والحوارات المجتمعية تفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين المجتمع والعلماء، بما يضمن انسجام الخطط الإصلاحية مع قيم المجتمع واحتياجاته، مشيدًا بمساعي المغرب في تعزيز هذه القيم من خلال إشراك المواطنين في صياغة السياسات العامة ومواكبة التحولات التكنولوجية، مع إعطاء الأولوية لمبادئ العدالة الاجتماعية والحوكمة الأخلاقية.
وفي ختام مداخلته، أكد بن الضاوية على أن العلماء يحملون أمانة عظيمة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تتطلب الإخلاص في النية والعمل، والتفاني في خدمة الإنسانية، لتحقيق التغيير الإيجابي المستدام، وتعزيز السلم المجتمعي بما يحقق المقاصد العليا للشريعة الإسلامية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21707