في خطوة محورية نحو تحقيق التهدئة في منطقة الشرق الأوسط، تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وذلك بعد تصعيد خطير شهدته الأسابيع الماضية.
جاء الاتفاق بوساطة دولية قادتها الولايات المتحدة وفرنسا، ويهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية المستمرة وإرساء أسس جديدة للاستقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
بنود الاتفاق:
يحتوي الاتفاق على مجموعة من البنود الأساسية التي تسعى لضمان التزام الأطراف المعنية وإرساء الأمن في المنطقة:
1. وقف شامل للأعمال العدائية: يلتزم الجانبان بوقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك الهجمات البرية والجوية والبحرية.
2. الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701: يشدد الاتفاق على أهمية الالتزام بقرار الأمم المتحدة الذي ينص على وقف القتال ونزع سلاح الجماعات المسلحة في جنوب لبنان.
3. تطبيق مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة: يتم التأكيد على أن الجيش اللبناني هو القوة العسكرية الوحيدة المخولة بالعمل في جنوب البلاد.
4. مراقبة إنتاج وتوريد الأسلحة: تخضع عمليات استيراد وإنتاج الأسلحة لإشراف الحكومة اللبنانية، مع مصادرة أي أسلحة غير مرخصة.
5. تفكيك المنشآت غير القانونية: سيتم إزالة المنشآت التي تُستخدم لتصنيع الأسلحة بشكل غير قانوني.
6. إنشاء لجنة مراقبة دولية: تُشكل لجنة تضم الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا للإشراف على تنفيذ الاتفاق وضمان عدم خرقه.
7. انتشار الجيش اللبناني جنوبًا: ينتشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية مع إسرائيل لمنع أي أنشطة مسلحة خارجة عن سيطرته.
8. انسحاب القوات الإسرائيلية: تبدأ إسرائيل انسحابًا تدريجيًا من المناطق التي توغلت فيها خلال العمليات الأخيرة، على أن يكتمل خلال 60 يومًا.
9. انسحاب حزب الله شمال الليطاني: يتعهد حزب الله بنقل عناصره إلى شمال نهر الليطاني، مع بقاء الجنوب خاليًا من أي تواجد مسلح باستثناء الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل).
10. حق الرد في حالة الانتهاكات: تحتفظ إسرائيل بحقها في الرد على أي خرق للاتفاق من قبل حزب الله أو أي جهة أخرى.
ويمثل الاتفاق إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا، إذ يشير إلى استعداد الأطراف لتجنب مزيد من التصعيد العسكري الذي كان سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة. كما أنه يعكس رغبة المجتمع الدولي في لعب دور فعال في منع اندلاع صراعات جديدة.
ورغم التفاؤل الحذر، يواجه الاتفاق العديد من التحديات، أبرزها الالتزام الفعلي من قبل الأطراف المتنازعة، وقدرة الحكومة اللبنانية على فرض سيطرتها الكاملة على الأراضي الجنوبية، خاصة في ظل تعقيدات الوضع الداخلي.
ولاقى الاتفاق ترحيبًا دوليًا واسعًا، إذ أشادت الولايات المتحدة وفرنسا بالدور الإيجابي للأطراف في التوصل إلى هذا الاتفاق. كما رحبت الأمم المتحدة بهذه الخطوة، داعية إلى الالتزام الكامل ببنوده.
ويعكس اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة بين الأطراف وتحقيق استقرار نسبي في المنطقة. ومع ذلك، يبقى النجاح مرهونًا بمدى التزام الجميع ببنود الاتفاق، وسط آمال بأن تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من السلام في الشرق الأوسط.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21535