كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، في تقرير ميداني نُشر يوم الأربعاء 24 يوليو 2025، عن قيام مستوطنين إسرائيليين بإضرام النار في محيط كنيسة القديس جاورجيوس، العائدة للقرن الخامس الميلادي، ببلدة الطيبة شمال شرق رام الله، والتي تُعدّ آخر بلدة ذات أغلبية مسيحية في الضفة الغربية.
وأفاد المصدر بأن المستوطنين استعملوا منفاخات الحدائق لتسريع انتشار ألسنة اللهب حول الكنيسة، فيما ظلّت الشرطة الإسرائيلية غائبة رغم استغاثات السكان، وفق ما أكده كاهن الرعية المحلية.
ووثّق سكان البلدة الهجوم المصوَّر، مشيرين إلى تكرار الاعتداءات في الأيام التالية.
وأوردت الصحيفة أن الهجمات امتدت إلى ممتلكات السكان، وشملت تخريب الحقول الزراعية، وسرقة المعدات، وطلاء جدران المنازل برموز دينية، في سياق وصفه التقرير بـ”حملة ترهيب منظمة” تهدف إلى دفع السكان المسيحيين إلى مغادرة المنطقة، وهو ما أكده رئيس بلدية الطيبة، سليمان خورية، محذرا من فقدان آلاف الدونمات من الأراضي بسبب تمدد المستوطنات.
ونقل المصدر عن منظمات حقوقية إسرائيلية، بينها “السلام الآن” و”كرم نافوت”، توثيقها لسيطرة المستوطنين على 14% من أراضي الضفة الغربية بدعم مباشر أو غير مباشر من الحكومة والجيش، خاصة منذ هجمات 7 أكتوبر.
و أعلنت الشرطة الإسرائيلية فتح تحقيق في الواقعة، وصرح الجيش الإسرائيلي بعدم علمه بوقوع هجوم على الكنيسة رغم تأكيده اندلاع حرائق بالمنطقة.
وأكد التقرير أن سكان الطيبة يعيشون في حالة خوف دائم، وأن عائلات فلسطينية مسيحية ومسلمة على السواء أصبحت مهددة بالنزوح، وسط غياب واضح للحماية الرسمية وقلق متزايد من مستقبل الوجود المسيحي في المنطقة.