أصدرت الطريقة القادرية البودشيشية اليوم بلاغا رسميا عبرت فيه عن استغرابها العميق من مضمون رسالة متداولة، نسبت إلى سياسية فرنسية من أصول جزائرية، وجهت إلى جهات رسمية مغربية، تطلب التدخل في مسألة دينية داخلية تتعلق بالحالة الصحية لشيخ الطريقة، الدكتور مولاي جمال الدين القادري البودشيشي.
الرسالة، التي تم تسريبها لاحقا عبر منصات التواصل الاجتماعي، اعتُبرت سابقة تنطوي على “إيحاء بفرض نوع من الوصاية الخارجية” على مؤسسة صوفية مغربية تتمتع بإشعاع وطني ودولي، وتحظى برعاية ملكية سامية.
وعبر البلاغ بلهجة واضحة عن اندهاشه من “الأسلوب غير المسبوق” في التعاطي مع شأن ديني خالص، واعتبر ما جرى “تدخلا سافرا في خصوصيات التصوف المغربي”، ومساسا باستقلالية الحقل الديني في المغرب، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس كان قد أعطى توجيهاته منذ البداية لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لشيخ الطريقة، ضمن رعايته المولوية المستمرة للعلماء وأهل التصوف.
كما اعتبر البلاغ أن هذا التحرك يأتي ضمن “سياق محموم” يتسم بمحاولات “مكشوفة” لتقويض النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، تقودها جهات “جزائرية معلومة الخلفيات”، عبر تحركات إعلامية وسياسية ظاهرها التعاطف وباطنها محاولة زعزعة الاستقرار الروحي للمغرب، والتشويش على المرجعية الدينية الرسمية ومكانة الطريقة البودشيشية على المستوى الدولي، خصوصا داخل القارة الأوروبية.
وذكر البلاغ بما وصفه بـ”النجاحات البارزة” للطريقة في أوروبا، من خلال تأسيس زوايا فاعلة وجاليات روحية تروج لقيم التسامح والانفتاح، مما جعل منها جسرا حضاريا بين المغرب والعالم، ومنصة حوار بين الثقافات، تجلت في تنظيم الملتقى العالمي للتصوف، الذي أصبح منبرا معترفا به دوليا في نشر قيم السلم والسلام الروحي.
وأشار البلاغ إلى أن هذا الحضور المتنامي “لا يروق لأعداء النجاح”، ممن يزعجهم أن تحتل مؤسسة مغربية موقع الريادة في المشهد الروحي العالمي.
وأعربت الطريقة عن أسفها لكون هذه “المحاولات الممنهجة” لم تعد مقتصرة على الخارج، بل تسللت إلى الداخل المغربي من خلال “تجنيد بعض الصحفيين والمتعاونين” لتوفير غطاء داخلي يضفي مصداقية مزعومة على هذه التحركات، وذلك ضمن “مخطط يستهدف وحدة الطريقة ورموزها ومكانتها في الحقل الديني الوطني والدولي”.
وأعلن البلاغ أن الطريقة قد انتدبت هيئة من المحامين والخبراء للشروع في الإجراءات القانونية ضد موقع إلكتروني غير مرخص ينتحل صفة منبر إعلامي ورقي متوقف منذ سنوات، ويديره أشخاص صدرت في حقهم أحكام قضائية نهائية تتعلق بالاحتيال والابتزاز، وقد تم منعهم من ممارسة أي نشاط صحفي أو إعلامي.
وفي لهجة حازمة، شددت الطريقة على رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي أو فرض وصاية، مؤكدة تمسكها العميق بثوابتها الروحية والشرعية المستندة إلى البيعة الشرعية لإمارة المؤمنين، وبالقيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس الذي يخصها بعناية موصولة، ويحرص على صون المرجعية الدينية للمملكة وتعزيز قيم الوطنية والإخلاص للعرش والوطن.
وختم البلاغ بتأكيد تصميم الطريقة الثابت على التصدي لكل من يحاول المساس بها، من داخل الوطن أو من خارجه، ومواصلة أداء رسالتها الروحية والتربوية، في كنف الصفاء والوحدة والوفاء، إيمانا منها بأن مثل هذه المؤامرات، مهما تنوعت أدواتها، لا تزيدها إلا ثباتا ووفاء لخدمة الوطن والعرش العلوي المجيد.