تعقيبًا على حادث الجزيرة الخضراء الذي وقع الأربعاء الماضي 25 يناير جنوبي إسبانيا، أشار الكاتب الصحفي الإسباني مانويل كروث، إلى وجود خلط لدى الكثير حول الإسلام (دينًا وعقيدة) وبين (التطرف) الذي تتبناه التنظيمات الإرهابية وفق تفسير خاطئ للنصوص والمفاهيم القرآنية مثل تفسيرها لمفهوم “الجهاد” وفق أيديولوجيتها المتطرفة.
وأوضح “كروث” في المقال الذي نشره موقع “كوبي” الإسباني أن مفهوم الجهاد في الإسلام يشير إلى الاجتهاد في العبادة من أجل توطيد علاقة المسلم بربه، وأن ما شرع من جهاد فهو للدفاع وليس العدوان على أتباع العقائد الأخرى كما تنفذ التنظيمات الإرهابية التي تمارس التشدد وتفرضه ليس فقط على غير المسلمين من أتباع المعتقدات الأخرى، بل أيضًا على المسلمين أنفسهم؛ لذا دعا الكاتب إلى عدم الخلط بين “المسلم” و”الإرهابي”.
وأكد الكاتب الصحفي أن هناك العديد من البلدان الإسلامية التي تُطبق فيها مبادئ التسامح والاحترام والتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، مذكرًا بتصريح البابا فرانسيس حول كون المؤمنين الحقيقيين هم أولئك الذين يحمون حقوق الآخرين بنفس القوة التي يدافعون بها عن حقوقهم، وأن هذه الفكرة هي التي طُورت وأُدرجت في الوثيقة التاريخية “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، والبابا فرانسيس، في أبوظبي، والتي أكدت على أن الإيمان يقود المؤمن ليرى في الآخَر أخًا له، مع الإيمان بالله الذي خلق الكون والمخلوقات وجميع البشر.
ورأى الكاتب أن الوثيقة تدين بشكل قاطع الإرهاب ومن يدعمه بالمال والسلاح الذي يهدد أمن الناس في الشرق والغرب. وتابع قائلًا: “الآن وقد صُدمنا بشدة من الاعتداء الإرهابي الذي وقع في الجزيرة الخضراء، والذي ارتكبه “متشدد مهووس” مصاب بعدم التوازن العقلي، يجدر بنا أن نمعن النظر في وثيقة الإخوة الإنسانية لتوضيح الشكوك وإزالة سوء الفهم فيما يتعلق بما يفكر فيه المسلمون والمسيحيون حول الأخوة البشرية”.
هذا ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن تفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية واعتمادها كمنهج إنساني لعلاقة الإنسان بأخوته في الإنسانية هو أمر بالغ الأهمية في وقت تتصاعد خلاله حدة الاعتداءات العنصرية ورفض الآخر المختلف في الدين أو اللون أو العرق.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19543
