أطلقت الحكومة البريطانية مجموعة عمل خاصة تحت اسم “مجموعة العمل لتعريف كراهية المسلمين/الإسلاموفوبيا”، بمهمة محددة تتمثل في تطوير تعريف عملي وغير تشريعي لهذه الظاهرة، يعكس تعددية وجهات النظر والأولويات داخل المجتمع المسلم البريطاني، ويخدم في الوقت ذاته مؤسسات الدولة وهيئاتها لفهم أفضل لطبيعة المعاملة غير المقبولة والتحامل والكراهية التي تستهدف المسلمين أو أولئك الذين يُعتقد أنهم مسلمون.
وتندرج هذه الخطوة ضمن محاولة رسم إطار مفاهيمي يمكنه التوفيق بين متطلبات مكافحة الكراهية الدينية وضمان حرية التعبير في السياق البريطاني.
وتقوم الوثيقة التأسيسية للمجموعة، والصادرة في مارس 2025، على مبدأ واضح وثابت: أي تعريف سيتم اقتراحه يجب أن يكون متسقا مع “الحق الثابت لمواطني المملكة المتحدة في ممارسة حرية التعبير والرأي، بما في ذلك الحق في انتقاد، أو إبداء عدم الإعجاب، أو إهانة الأديان ومعتقدات وممارسات أتباعها”.
وهو ما يشير بوضوح إلى أن التعريف لن يُستخدم لتقييد حرية النقاش أو الطرح الديني والفكري، بل لضبط الحدود التي تفصل بين حرية التعبير والتحريض على الكراهية أو التمييز.
وتشدد الوثيقة على أن الكثير من المسلمين البريطانيين قد عانوا من التمييز والعداء بسبب دينهم، مما يفرض على الدولة مسؤولية الاعتراف بهذه الظاهرة والتعامل معها بأدوات واضحة، كما تنبه إلى أن آثار الإسلاموفوبيا لا تقتصر على المسلمين وحدهم، بل تشمل أيضا أفرادا من مجتمعات أخرى يُعتقد خطأً أنهم مسلمون بسبب مؤشرات ثقافية معينة.
وتشمل هذه المجتمعات السيخ والهندوس والجاينيين والبوذيين، بل حتى الأشخاص غير المتدينين، ممن قد يتعرضون لأعمال عدائية بسبب مظهرهم أو أسمائهم أو لغاتهم.
وتهدف المجموعة إلى تقديم توصيات مبنية على الأدلة إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة للإسكان والمجتمعات والحكم المحلي، وهي الجهة التي تندرج تحتها من الناحية الإدارية.
ويشترط أن تظل هذه التوصيات سرية وغير موجهة للنشر العلني، حيث سيُستخدم عمل المجموعة كأداة استشارية لصناع القرار داخل الحكومة، ويتوجب على الأعضاء احترام قواعد السلوك العامة في الحياة العامة، وعدم التصريح للإعلام دون إذن مسبق، حفاظا على استقلالية العمل وسريته.
وتضم المجموعة في تركيبتها رئيسا وأربعة أعضاء، وُجهت إليهم الدعوة بناء على كفاءاتهم وقدرتهم على إنجاز المهام المحددة، ويرأسها المستشار القانوني البارز دومينيك غريف (KC)، ويضم الفريق كلا من الأستاذ جاويد خان (OBE)، المدير التنفيذي لشركة EQUI، والبارونة شايستا جوهير (OBE)، المديرة التنفيذية لشبكة النساء المسلمات في المملكة المتحدة، وأكيلا أحمد (MBE)، الرئيسة المشاركة لشبكة المسلمين البريطانيين، والمستشارة المستقلة آشا آفي.
المصدر: وثيقة “مجموعة العمل لتعريف كراهية المسلمين/الإسلاموفوبيا” الصادرة عن الحكومة البريطانية – مارس 2025.