24 أكتوبر 2025 / 11:24

بريطانيا تخصص 10 ملايين جنيه إسترليني لتعزيز أمن المساجد والمراكز الإسلامية

دين بريس ـ سعيد الزياني
أعلنت الحكومة البريطانية أخيرا عن تخصيص 10 ملايين جنيه إسترليني إضافية لحماية المساجد والمراكز الإسلامية في أنحاء المملكة المتحدة من جرائم الكراهية والهجمات، في إطار ما وصفته بخطة شاملة لـ”تعزيز الأمن المجتمعي” وضمان حق المواطنين في ممارسة شعائرهم بحرية وأمان.

وأوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن هذا الدعم الجديد يأتي ضمن برنامج الحماية الأمنية للمساجد (Protective Security for Mosques Scheme)، ويهدف إلى تمويل تجهيزات أمنية متقدمة تشمل أنظمة المراقبة بالكاميرات (CCTV)، وأجهزة الإنذار، والأسوار الوقائية، إضافة إلى خدمات حراسة ميدانية.

ويأتي القرار عقب زيارة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى مسجد بيسهافن في إيست ساسكس (Peacehaven Mosque)، الذي كان قد تعرض لهجوم حريق متعمد يوم 4 أكتوبر الجاري، وأثار موجة من الاستنكار في الأوساط السياسية والدينية البريطانية.

وأشار البيان إلى أن هذه الميزانية الإضافية ترفع إجمالي التمويل المخصص لحماية المساجد والمدارس الإسلامية خلال السنة الحالية إلى 39.4 مليون جنيه إسترليني، بعد أن كانت الحكومة قد رصدت سابقا 29.4 مليون جنيه للغرض ذاته.

وأكد رئيس الوزراء في تصريح بالمناسبة أن “بريطانيا بلد يفخر بتعدده وتسامحه، وأي اعتداء على جماعة دينية هو اعتداء على الأمة كلها”، مضيفا أن “هذا التمويل الجديد سيضمن للمجتمعات المسلمة الحماية التي تستحقها لتعيش بسلام وأمان”.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفعت بنسبة 19٪ خلال السنة المنتهية في مارس 2025، وأن 44٪ من إجمالي الجرائم ذات الدوافع الدينية في بريطانيا استهدفت مسلمين، كما شهدت الأشهر الماضية هجمات على مساجد في مدن ساوثبورت، وهال، وسندرلاند خلال أعمال شغب صيفية، ما خلف حالة من القلق داخل الجاليات المسلمة.

ويعد هذا الإجراء جزء من “خطة التغيير الوطنية” (Plan for Change) التي أعلنتها حكومة كير ستارمر في وقت سابق، وتهدف إلى مكافحة التطرف وخطاب الكراهية الديني وتعزيز الأمن في الفضاءات العامة.

ويرى مراقبون أن هذه المبادرة تمثل خطوة عملية لاستعادة الثقة بين الدولة والمجتمعات الدينية، خصوصا بعد تزايد حوادث العنف ذات الطابع العنصري خلال العامين الأخيرين.

ويُنتظر أن يبدأ تنفيذ البرنامج الجديد مطلع نونبر المقبل، عبر شراكات بين وزارة الداخلية البريطانية، والسلطات المحلية، والمجالس الإسلامية في مختلف أنحاء المملكة، لضمان توجيه التمويل للمساجد والمراكز الأكثر تعرضا للتهديدات، سواء في المدن الكبرى مثل لندن ومانشستر، أو في المقاطعات الجنوبية والشرقية.

وبحسب مكتب رئيس الوزراء البريطاني، فإن الخطوة تعكس “التزام الحكومة بحماية جميع المواطنين، بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية”، وتندرج ضمن رؤية أوسع لمجتمع بريطاني أكثر وحدة وأمانا وتنوعا.