أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
أعلنت السلطات في إقليم بلوشستان الباکستاني المحادي لأفغانستان وإيران أمس أن انفجارا قويا جديدا استهدف قوات للأمن أسفر عن مقتل 9 على الأقل من العسکريين وإصابة 15 آخرين.
وأبدت السلطات قلقها إزاء ثلاث إصابات اعتبرتها حرجة وخطيرة للغاية. هذا وقد تم تدمير سيارة النقل بالکامل ورئيت آثار کثيرة للدماء علی أرضية الحادث. کما ندد حاکم الإقليم عبد القيوم بيزنجو ومسٶولون حکوميون آخرون بهذا العمل الإرهابي وتوعدوا المجرمين بنيل جزائهم وأکد الحاکم علی أن االسلطات قادرة، بفضل دعم ومساندة المواطنين لها، علی إفشال کل مخطط يهدد أمن و سلامة الإقليم.
وأفادت مصادر صحافية أن السلطات قالت أيضا أن الانفجار کان على هيئة کمين بتشريک مواد متفجرة تم نصبها فوق جسر ´کمبيري` لمجموعة من قوات الأمن کانوا في عودتهم إلی مراکزهم في مدينة “کويته” عاصمة الإقليم بعد مشارکتهم ضُحی في التدابير الأمنية لمحفل ثقافي يعقد سنويا. وهذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال الـ 24 ساعة الماضية إذ شهدت مدينة ´غوادر` الساحلية انفجارا آخر أسفر عن مقتل مسٶول في الأمن و إصابة 8 آخرين.
وإلى جانب إدلائه لنشرة “دان” الإخبارية بمحاصرة المنطقة واستمرارية التحقيقات اللازمة حول ملابسات وخلفيات الحادث، صرح ´محمود نوتيزاي ` أحد المسٶولين في جهاز أمن الإقليم أنه يخمن أن مهاجما انتحاريا کان على متن دراجته النارية اصطدم بالسيارة الحکومية فوق الجسر.
هذا وقد أعلنت جبهة تحرير بلوشستان، التي تطالب منذ عقود بانفصال الإقليم عن الحکومة المرکزية بإسلام آباد، مسٶوليتها عن هذا الإنفجار. کما ادعت أن عدد القتلى في صفوف الجيش بلغ 28، و أن عدد الجرحى بلغ 31.
وجاء هذا الهجوم متزامنا مع استضافة الحکومة الباکستانية وفدا أمريکيا رفيع المستوى لمدة يومين في العاصمة إسلام آباد أجريت خلالها محاداثات بين الجانين، کما تم الترکيز على ملف الإرهاب ومکافحته جذوره في المنطقة.
وبعض المحللين السياسيين يقول ان الحکومة تستغل مثل هذه المواقف للتظاهر بصورة المظلوم أمام الولايات المتحدة للحصول على الحماية ثم الدعم المادي باسم مبارزة الإرهاب إلا أنها، ومن دون تردد، ستنفق تلک الأموال في مجال الإصلاحات الإقتصادية للنجاة للخروج بالبلد من الکارثة التي حلت به.
وتزامنت هذه الحادثة أيضا مع وقوع انفجارين آخرين في أمکنة مختلفة في إقليم بوشتونستان أسفرا عن مقتل ثلاثة وإصابة اثنين آخرين من أفراد الحکومة. ولم تتبن أية جهة العمليتين، و( تي تي پي ) حرکة طالبان باکستان تعتبر الأکثر نشاطا في هذا الإقليم .
وتفيد التقارير الإخبارية أن هذه الجماعات نفذت 26 عملية في باکستان خلال شهر فبراير الماضي، أسفرت عن مقتل 57 من رجال الأمن و الجيش، و إصابة 57 آخرين، کحصيلة إجمالية لأعمال العنف التي باتت تسيطر على ربوع البلد.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19768