باکستان، اقليم وزيرستان الجنوبية: هجوم جديد على مرکز للشرطة في مدينة “وانه”

دينبريس
تقارير
دينبريس24 ديسمبر 2022آخر تحديث : السبت 24 ديسمبر 2022 - 8:04 صباحًا
باکستان، اقليم وزيرستان الجنوبية: هجوم جديد على مرکز للشرطة في مدينة “وانه”

أحمد جاويد ـ کابل، أفغانستان
تشهد المناطق البوشتونية في باکستان منذ فترة سلسلة من الأحداث الدامية وذلک بشن هجمات مکثفة على المراکز الحکومية المثاخنة للحدود الأفغانية.

‘ ٙوانٙه ‘ عاصمة اقليم وزيرستان الجنوبية هي الأخرى شهدت أمس البارحة هجوم مسلحين على مرکز للشرطة أسفر عن اصابة شرطي بجروح. وقال أحد أفراد الشرطة أن ما يزيد عن 50 مسلحا نفذوا هجومهم ليلا، وتم تقييد جميعِ العساکر المتواجدين في المرکز بعد سيطرتهم عليه وتدمير کل البيانات المعلوماتية الخاصة بالدولة. کما قام المسلحون بنقل جميع الأسلحة الحکومية معهم.

هذا وقد اشتبک المسلحون بعد ذلک بقوات تابعة للأمن الحدودي أسفرت عن قتل مسلح واحد طبقا للمصادر الرسمية. ولم يدل القائد العام لشرطة الاقليم بأي تصريح رسمي ذي تعلق ولم يتخذ أي اجراءات نظامية مسٶولة.

وأعلنت حرکة الطلبة الباکستانيين (ت.ت.پ) مسٶوليتها عن الهجوم و ذکرت أنها أسرت 15 من رجال الشرطة أفرجت عنهم بعد ذلک عن رضا منها. و أنها غنمت 10 رشاشات من نوع کلاشنکوف ودمرت سيارتين للشرطة.

ولا تزال طالبان تسيطر على المراکز التي استولت عليها في مدينة ‘ بٙنو’ التابعة للاقليم، والتي ذهب ضحيتها ضابط في الجيش جنديان واصابة آخرين بجروح. ولا تزال المفاوضات جارية بين الحکومة والمسلحين اذ لم يتوصل الطرفان حتى الآن الى أي تسوية شافية للأزمة.

ومن جهته قال ‘ محمد علي سيف ‘ المشاور والمتحدث الحکومي لِـ ‘خيبر پوشتونخوا ‘ أنه لن يستجيب قط لمطالب المسلحين، وألزمهم بالاستسلام للحکومة مع أسلحتهم وهدد بالرد العنيف على الارهابيين. ولم يشر المتحدث الحکومي في کلامه الى ماهية مطالب المسلحين ولا الى عدد الأفراد الحکوميين المحتجزين لدى المسلحين. ومن قبله ألقى الجنرال خطابا أمام المجتمعين في منطقة ‘تِيره’ القبلية، ونوه بالتعاون العريق الذي لا ينسى بين أجهزة الأمن وسکان القبائل لإحلال الاستقرار في هذه المنطقة، وأن السلطات لن تسمح بشکل بالاخلال بالأمن واحلال الفوضى فيها وأننا سنواصل حربنا على الارهاب.

کما أن بعض الجهات الحکومية سعت للاتصال بأقارب المسلحين والاستفادة من دورهم الايجابي للتفاهم والوصول الى وضع حد لهذا التصعيد الذي تشهده المناطق القبلية.

وبالأمس أيضا، في اقليم وزيرستان الشمالية تعرضت قافلة للجيش الى هجوم أسفر عن مقتل 3 أشخاص من بينهم مسٶول على مستوى رفيع.

وللذکر فان (ت.ت.پ) والحکومة قد وقعتا وقف اتفاقية اطلاق النار بين الجانبين، وتمردت الحرکة على هذه الاتفاقية وواصلت توجيه ضربات موجعة للحکومة في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الراکد و الذي لا تحمد عقباه.

الحرب أم الهدنة في المناطق القبلية، ترجع أسباب ذلک کله الى احترام أو نبذ السيادة القبلية أو ‘لويه جرکه’ وهو الشعار الذي تعتنقه أقوام البوشتون على اختلاف لهجاتهم، وهذا الشعار يفتخرون به ويمجدونه الى جانب الدين الاسلامي، وهو الذي ينظم حياتهم وتقاليدهم عبر التاريخ. و هذه القبائل لها تقاليد و أحکام خاصة بها، حتى ان الباکستاني البنجابي أو السندي اذا دخل هذه المناطق يلقى عليه القبض ويسجن وتصنع له قضية دخول منطقة محرمة.

وهي مناطق مسلحة تمتع باستقلال ذاتي، و تسمى بـِ “غير علاقه” أي مناطق حرة غير خاضعة للنظام الحاکم في العاصمة اسلام آباد. وهذا يساعد في حماية کل مخالف لهذا النظام مثل عدنان رشيد القائد السابق للقوات الجوية والمحکوم عليه بالاعدام، وغيره کثير. أيضا تجار المخذرات و عصابات الاجرام تحتمي في هذه المناطق. فالحکومة ليس لها حق التصرف الا في الحدود بتنسيق مع رٶساء القبائل.

ولقد حاولت الحکومة المرکزية فرض هيمنتها على القبائل ابان الاحتلال الأمريکي لأفغانستان ببناء الأبرجة وبوابات على الحدود، ووضع الأسلاک الشائکة والخنادق على طول الحدود، وکانت تقوم بمناورات عسکرية وتجاوزات استفزازية غير مقبولة داخل التراب الأفغاني مثل قصف المناطق الأهلية في ولاتي ‘ کنر’ و’ بکتيا’ و ذلک لفرض تواجدها السياسي وملکيتها للمناطق القبلية المهيمنة لها، واستغلت فترة الاحتلال بمثابة الفرصة الذهبية.

فما التقدير الذي ينتظر هذه المناطق القبلية، هل ستعود الى فترة ما قبل الاحتلال الغربي لأفغانستان ويحدث توافق مع القبائل وتنتهي الأزمة بسلام کما نتصور نحن ذلک؟ أم أن ذلک بداية النهاية وتقسيم البلد الى أربعة بلدان کما تتخوف من ذلک وتتصوره باکستان . هل سيکون الانتخاب للسلم أم الحرب؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.