21 أكتوبر 2025 / 21:44

باكستان: على كابول كبح جماح المسلحين لضمان استمرار وقف إطلاق النار

رشيد المباركي

ذكرت وكالة “رويترز” أن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، حذر من أن وقف إطلاق النار الهشّ المتفق عليه في الدوحة لن يصمد إلا إذا تمكّنت حركة طالبان الأفغانية الحاكمة من منع المسلحين من شنّ هجمات من الأراضي الأفغانية على باكستان. وصرّح لرويترز بأنّ الاتفاق يحظر صراحة أيّ توغلات من أفغانستان، وأنّ “كل شيء يتوقف على هذا البند”، مؤكّدا على مطلب إسلام آباد بأن تتعاون الجماعات التي تسيطر عليها كابول، والتي تقول إنّها تستخدم ملاذاتٍ أفغانية لشنّ هجمات داخل باكستان.

واتهم آصف حركة طالبان الباكستانية والجماعات الإسلامية المتحالفة معها بالعمل “بالتواطؤ” مع طالبان الأفغانية لشنّ هجمات عبر الحدود، ودافع عن الغارات الجوية الباكستانية الأخيرة – بما في ذلك غارة على كابول في 9 أكتوبر استهدفت زعيم طالبان الباكستانية، نور والي محسود – واصفا إياها بـ”التدابير الانتقامية” بعد هجمات واسعة النطاق على القوات الباكستانية. وحذّر من أنّ كابول “ليست منطقة محظورة” على باكستان إذا استمرّ المسلحون في نشاطهم هناك.

بحسب الوكالة، تنفي كابول وإدارة طالبان توفير ملاذ آمن للمسلحين الباكستانيين، بل تتهمان باكستان بنشر معلومات مضللة وإيواء مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش لتقويض أفغانستان. وصرح المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، بأن محادثات الدوحة اتفقت على أن أيا من البلدين لن يتخذ إجراءات عدائية أو يدعم جماعات تعمل ضد باكستان، مع أنه أشار إلى أن البيانات لم تكن إعلانا مشتركا.

ويعتزم الجانبان عقد محادثات متابعة في إسطنبول في 25 أكتوبر لوضع آلية لتطبيق وقف إطلاق النار والتحقق منه. وقالت قطر وتركيا، اللتان ساهمتا في التوسط في محادثات الدوحة، إن الاجتماعات المقبلة تهدف إلى ضمان استدامة وقف إطلاق النار وتنفيذه بشكل موثوق بعد أيام من الاشتباكات الحدودية الدامية – وهي الأسوأ منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.