طرح الباحث عبد الله الجباري على صفحته في “فيسبوك” تساؤلات عميقة حول شخصية أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، وهو شخصية مثيرة للجدل تتقاطع حولها العديد من الروايات المتناقضة والتفاصيل الغامضة.
يرى الجباري أن الجولاني يحمل فراغات في سيرته الذاتية وشبهات حول تحولاته السياسية والفكرية، مما يثير الشكوك حول حقيقة أدواره ودوافعه.
وتعددت الروايات حول هوية الجولاني واسمه الحقيقي، فبينما تقول بعض المصادر إن اسمه أحمد حسين الشرع، تشير أخرى إلى أنه أسامة العبسي الواحدي. كذلك، تتباين الروايات حول مكان ميلاده، حيث يذكر البعض أنه ولد في سوريا عام 1975، بينما تشير روايات أخرى إلى أنه ولد في السعودية عام 1982. حتى أصله يكتنفه الغموض؛ فبينما تشير مصادر إلى نسبه إلى الجولان السوري، تذكر أخرى أنه من حي الجولان في الفلوجة بالعراق.
يتساءل الجباري عن كيفية تحول الجولاني من شخصية غامضة تماما، لم يكن أحد يعرف اسمه أو ملامحه حتى عام 2017، إلى زعيم يظهر باسمه ووجهه. هذا التحول ترافق مع مراجعات فكرية أعلنها الجولاني، حيث أبدى في مقابلة صحفية عام 2021 مواقف أكثر اعتدالا، مطالبا الولايات المتحدة برفع اسم تنظيمه من قوائم الإرهاب.
الجباري يتساءل: كيف لشخصية نشأت في مدرسة الزرقاوي والبغدادي أن تتحول فجأة إلى خطاب مرن تجاه الغرب؟ وأين وثائق هذه المراجعات؟ ومن ساهم فيها؟
أكثر ما يثير التساؤل، وفقا للباحث، هو غياب الروابط الاجتماعية والعائلية للجولاني، فلم تظهر أي شهادات من أفراد عائلته أو أصدقائه أو زملائه، وهو أمر غريب في بلد مثل سوريا، حيث كان النظام يعاقب أقارب المعارضين للضغط عليهم.
الجباري يتساءل مرة أخرى: أين عشيرته؟ أين جيرانه؟ أين زملاؤه في الدراسة؟ لماذا لا توجد أي شهادات تربط ماضيه بحاضره؟
إن الغموض حول الجولاني لا يقتصر على هويته، بل يمتد إلى علاقاته مع القوى الدولية، حيث يشير الباحث إلى اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة من المعارضة المسلحة عقب لقائهم بالجولاني، مثل رفاعي طه وأحمد سلامة مبروك، مما يثير التساؤلات حول دور الجولاني في تسهيل هذه العمليات، مشيرا أيضا إلى أن هذه الأحداث تدفع إلى مقارنة الجولاني بشخصية إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي خدع النخبة السورية في الستينيات قبل أن يُكشف أمره.
ويرى الجباري أن هذه الشكوك تتعمق بسبب ممارسات الجولاني القاسية تجاه الفصائل الأخرى في المعارضة السورية، رغم اعتداله المعلن تجاه الولايات المتحدة، هذا التناقض يعزز فرضية أن الجولاني قد يكون أداة تخدم أجندات خفية تتجاوز المشهد السوري الداخلي.
في ختام تساؤلاته، يؤكد الجباري أن الغموض حول الجولاني يفتح الباب أمام الحاجة إلى تحقيقات معمقة لفهم حقيقة دوره في الصراع السوري، ويشدد على ضرورة الحذر من الانسياق وراء الروايات السطحية، لأن المشهد السوري المعقد مليء بالخداع والالتباسات.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22053