نظّمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، يوم الثلاثاء 27 ماي 2025، ندوة فكرية بعنوان “تنظيم الإخوان المسلمين.. خطاب التطرف والتضليل”، في مقرها بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، وذلك ضمن سلسلة فعالياتها الرامية إلى تعزيز الرؤية الوطنية لمواجهة الفكر المتطرف، ودعم قيم التسامح والعيش المشترك.
وسلطت الندوة الضوء على الخطاب الدعائي الذي يتبناه تنظيم الإخوان، وكشفت عن استخدامه الممنهج للدين كوسيلة لتغليف مشاريع سياسية تتجاوز الدولة الوطنية، وتستهدف تقويض أسس المواطنة واستقرار المجتمعات.
وشارك في الندوة نخبة من أساتذة الجامعة، وقدموا عددا من الأوراق البحثية التي تناولت تفكيك المفاهيم التي يرتكز عليها المشروع الإخواني، والتنبيه إلى مخاطره الفكرية والسياسية، إلى جانب التأكيد على ضرورة دعم الخطاب الديني الوسطي والمؤسسات الرسمية في مواجهة التطرف.
وفي ورقته المعنونة بـ”الإخوان المسلمون وتحريف المفاهيم الدينية”، شدد الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير الجامعة، على أن الإسلام ليس مشروع حكم أو نظرية سياسية، بل هو دين يرسخ قيم المحبة والرحمة.
وأوضح أن التنظيم نشأ متأثرا بأفكار عنيفة واقتبس من النازية والسرية، مشيرا إلى أن خطابه لا يزال يتلون حسب السياق السياسي لكنه يحتفظ بجوهره التخريبي وعدائه للدولة الحديثة.
وتناول الأستاذ الدكتور رضوان السيد في مداخلته “الدولة الوطنية ومواجهة التآمر الإخواني”، حيث بيّن أن الجماعة استهدفت الدولة الوطنية منذ تأسيسها، معتبرا أن التنظيم يستغل الأزمات لتبرير العنف والدعوة لهدم الدولة تحت شعارات دينية مضللة.
من جانبه، أوضح الدكتور عدنان إبراهيم في ورقته “الإخوان المسلمون والتهديد الفكري” أن التنظيم يتبنى تصورا عابرا للحدود لا يعترف بالوطن، ويدفع نحو طاعة عمياء تقصي الآخر وتصادر الحريات باسم الدين، داعيا العلماء إلى أداء دورهم في تحصين المجتمعات وفضح هذا الفكر.
أما الدكتور خالد الإدريسي، فاعتبر في مداخلته أن الجماعة تمارس الابتزاز السياسي وتسعى إلى خلق الفوضى عبر التشكيك في مؤسسات الدولة، معتبرا أن الرد على هذه الممارسات يمر عبر ترسيخ ثقافة التفاهم والتعارف الإنساني.
واختتمت الندوة بورقة للدكتور يوسف حميتو، تناول فيها مفهوم الحاكمية عند الإخوان، مبرزا كيف حوّل التنظيم الدين إلى مشروع سلطوي شمولي لا يعترف بالتعدد ولا يفسح مجالاً للاجتهاد أو التعايش.
وقد جاءت هذه الندوة في سياق الجهود الأكاديمية والفكرية التي تشجع على بناء خطاب معرفي مقاوم للتطرف، وتدعم التوجهات الرسمية في مواجهة التحديات الفكرية والأمنية التي تفرضها التيارات المتشددة في المنطقة.
المصدر: وام