24 أغسطس 2025 / 20:08

الولايات المتحدة: اللجنة الرئاسية للحرية الدينية بين تعزيز الحقوق وإثارة الجدل

دين بريس
تواصل الولايات المتحدة إثارة النقاشات حول اللجنة الرئاسية للحرية الدينية، التي أنشأها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مايو 2025.

جاء تشكيل اللجنة في إطار توجه الإدارة السابقة لتعزيز دور الدين في الحياة العامة، وهو ما اعتبره مؤيدون خطوة لتعزيز الحرية الدينية، بينما رأى منتقدون أنها قد تمثل تهديدًا لمبدأ فصل الكنيسة عن الدولة.

وتركز اللجنة، برئاسة نائب حاكم تكساس دان باتريك، على مراجعة السياسات الحكومية المتعلقة بالحرية الدينية، وتقديم توصيات لتعزيز حقوق المواطنين في ممارسة شعائرهم بحرية.

كما تهدف إلى حماية الحرية الدينية في المؤسسات التعليمية، ومتابعة أي ممارسات قد تُشكل تهديدًا لهذه الحقوق.

ويأتي هذا التوجه في ظل بيئة سياسية واجتماعية مشحونة، ما يجعل قرارات اللجنة محط متابعة واسعة من قبل الأطراف المختلفة.

هذا وقد ضمّت اللجنة شخصيات بارزة من خلفيات دينية متنوعة، بما في ذلك وزراء ومستشارون روحيون، إلى جانب ممثلين عن مختلف الكنائس والأديان الأخرى.

ويهدف هذا التشكيل إلى تمثيل التنوع الديني في الولايات المتحدة وإعطاء مختلف المكونات الدينية صوتًا في النقاشات المتعلقة بالحرية الدينية، وهو ما يعكس أهمية التوازن بين تعزيز حقوق الأفراد والحفاظ على التعددية المجتمعية.

وقد أثار تشكيل اللجنة جدلاً واسعًا، حيث أعرب النواب الديمقراطيون عن مخاوفهم من أن التركيز على الدين في الحياة العامة قد يقوض مبدأ الحياد الديني ويؤثر على الحقوق المدنية للمواطنين.

في المقابل، حذرت منظمات حقوقية ومدافعون عن الحريات المدنية من أن التوجه قد يؤدي إلى تهميش الأقليات الدينية والمجتمعات غير المتدينة، ويزيد من حدة الانقسام الاجتماعي.

ومنذ أولى جلسات الاستماع التي عقدتها اللجنة في يونيو 2025، تستمر المناقشات حول توصياتها وتأثيرها على المجتمع الأمريكي، حيث تمت مناقشة مواضيع مثل حماية الحرية الدينية في المدارس، وحقوق الآباء في التعليم الديني، وتأثير السياسات الحكومية على أماكن العبادة.

ويستمر الرأي العام ووسائل الإعلام في متابعة نشاط اللجنة عن كثب، مع اهتمام خاص بتأثيرها على العلاقة بين الدين والدولة في الولايات المتحدة.

إلى ذلك يبقى المستقبل مفتوحًا أمام اللجنة للبحث عن سبل تعزيز الحرية الدينية مع الحفاظ على مبدأ الحياد الديني وضمان حقوق جميع المواطنين، بما يعكس التعددية التي تتميز بها البلاد.

ومن المتوقع أن تظل هذه القضية محورًا رئيسيًا للنقاش القانوني والسياسي والاجتماعي خلال الفترة القادمة، مع استمرار متابعة تأثير اللجنة على السياسات والمجتمع الأمريكي بشكل عام.