الولاء التاريخي لأعيان وشرفاء وعلماء وفقهاء الريف المغربي للملوك العلويين

نموذج فرقة أولاد الحاج بالريف الشرقي

دينبريس
2025-01-07T19:22:48+01:00
دراسات وبحوث
دينبريس6 يناير 2025آخر تحديث : الثلاثاء 7 يناير 2025 - 7:22 مساءً
الولاء التاريخي لأعيان وشرفاء وعلماء وفقهاء الريف المغربي للملوك العلويين

عبد السلام أندلوسي ـ أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل

الحلقة الأولى:
لا مجال للاختلاف، ولو بنسبة تقترب من الصفر، حول مدى ارتباط الشمال والريف المغربيين تاريخيا بالملكية، وبسلاطين الدولة المغربية بشكل عام، والعلويين تحديدا. هذا الارتباط تؤكده وتجمع عليه المصادر الفرنسية والإسبانية، قبل العربية أو المغربية. وأهم ما تميز به هذا الارتباط، منذ تأسيس الدولة المغربية على يد مولاي إدريس الأكبر، هو روابط الولاء والإخلاص والبيعة لهؤلاء السلاطين من قبل أعيان وشرفاء وعلماء وفقهاء أهل الريف، ممن تجمع المصادر التاريخية العربية والأجنبية على ولائهم للسلطة المركزية التي جسدها هؤلاء السلاطين على مر التاريخ.

في هذه الحلقات، نورد نموذجا لعينة من شرفاء الريف المغربي الشرقي، كأرضية نسعى من خلالها إلى التأكيد على أن هؤلاء كانوا، ولا زالوا، وسيبقون ملكيين علويين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. كيف لا، والمولى الرشيد، ابن محمد الشريف العلوي، لجأ أولًا إلى بني كبدانة (شارل أندري جوليان، الدولة العلوية، ص 288)، وتحديدًا إلى فرقة أولاد الحاج، التي كان يتسيد مشيختها جدنا الشريف علي بن سليمان عام 1074/1663 (حسن الفكيكي، المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلية، ص 206).

تنتسب شجرتي، الوالد محمد أندلسي (1)، نجل الشريف سيدي محمد الرحماني، وحفيد الشريفين أحمد ومحمد الهادي (أنظر شجرة العائلة)، من جماعة المرابطين، فرقة أولاد الحاج (2)، رحمهم الله جميعا، والوالدة الحاجة شريفة الفهمي الجلالي القضاوي أولاد القاضي رحمها الله، إلى الشرفاء الأدارسة، وحركة الجهاد والمقاومة الوطنية المتشبثة، عبر العصور، بالولاء للسلاطين المغاربة الذين تعاقبوا على حكم البلاد.

برزت أهمية الأسرتين الشريفتين في الريف والمغرب الشرقي، وتحديدا في بلدة رأس الماء (3)، من خلال الدور الذي لعبتاه على عهد سلاطين الأسرة العلوية الشريفة، خلال الفترة الممتدة، من جهة أولى، ما بين 1666 و1894، تاريخ اعتلاء المولى الرشيد عرش المملكة ونهاية فترة حكم المولى الحسن الأول، ومن جهة ثانية، خلال فترة الحماية على المغرب واندلاع الثورة الجزائرية.

يعود نسب والدي (4)، رحمه الله، إلى مولاي إدريس زرهون. فهو محمد ابن محمد ابن أحمد ابن محمد الهادي عبد الرحمان ابن محمد ابن البشير ابن محمد ابن أحمد ابن محمد ابن الطاهر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد الله ابن عبد الرحمان ابن سليمان ابن محمد ابن أبي العطي ابن محمد ابن مسعود ابن عبد الله ابن عبد الرحمان ابن عبد الحق ابن عبد العزيز ابن محمد ابن عبد الله ابن سعيد ابن عبد الصادق ابن علي ابن عبد الرحمان ابن محمد ابن أحمد ابن عبد الله ابن محمد ابن إدريس ابن إدريس ابن عبد الله الكامل ابن الحسين المثنى ابن الحسين السبط ابن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويعود نسب والدتي، رحمها الله (5)، الحاجة شريفة ألفهمي، الجيلالي، القضاوي، أولاد القاضي، إلى سيدي الحسن ابن أحمد ابن الحسن ابن عبد الله ابن الحسن ابن محمد ابن منصور، قاضي القضاة بأحواز تلمسان، ابن عيسى ابن موسى ابن الحسن ابن إسماعيل ابن عمر ابن أبي بكر ابن موسى الحليتي (6)، ابن يحيى ابن زكرياء ابن يحيى ابن منصور ابن العافية (أو العاقية) ابن عمر ابن هاشم ابن مصطفى ابن علي ابن شوشان ابن الحسن ابن إبراهيم ابن سعيد ابن محمد ابن عبد الرحمان ابن علي ابن أحمد ابن إدريس ابن إدريس الأكبر ابن عبد الله ابن محمد ابن الحسن ابن علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه.

وفيما تجمع روايات كبار أفراد العائلة، من ناحيتي الأب والأم، على أن جدنا الثامن، الشريف سيدي أحمد ابن محمد ابن الطاهر، الإدريسي الزرهوني، هو أول أفراد هذه السلالة الشريفة ممن تركوا زرهون واتجهوا إلى بلدة رأس كبدانة (7) واستقروا في موقع عرف -كما لا يزال- بالزاوية، التي تبعد سواحلها عن الجزر الجعفرية، المعروفة بشافاريناس، بحوالي 3.5 كيلومترات، فإنها (أي الروايات تلك) لا تقدم أية معطيات بخصوص الفترة الزمنية التي خرج فيها من زرهون، وكذا الأسباب التي دفعته إلى ذلك. لكنها تتفق مع روايات سكان المنطقة التي تجمع كلها على أن الزاوية الوحيدة التي كانت، كما لا تزال، برأس كبدانة هي زاوية إمرابضن IMRABDEN / المرابطون / الشرفاء الأدارسة، والتي تعود لآل الشريف سيدي أحمد.

واستنادا إلى ما تؤكده تحقيقات الفرنسي أوجست مولييراس (8) Auguste MOULIERAS حول الريف المغربي الشرقي، في كتابه المغرب المجهول، الذي أصدره من وهران عام 1885، فإن الزاوية هذه، التي تأخذ حاليا بعدا دلاليا عند سكان المنطقة، ينحصر في البناية التي عاش فيها والد والدي، جدي الشريف سيدي محمد ابن أحمد ابن محمد الهادي، والتي تعرضت، منذ حوالي سبع سنوات، لاحتلال من قبل شخص مجهول، كانت فيما مضى عبارة عن “تجمع سكاني من عشرين منزلا، كان يقصده عابرو السبيل والغرباء بقصد الاستضافة” (9).

وبهذا المعنى الذي أورده أوجست مولييراس، فإن بناية الزاوية (10) الحالية هي المنزل الوحيد المتبقي من ضمن العشرين منزلا آخر، مما يؤكد الدور المركزي، من حيث البعد الروحي، الذي كانت تؤديه هذه البناية. ولا مجال للاختلاف حول أنها تُعد ذاكرة تاريخية لبلدة رأس الماء، ومن غير المقبول أن تتحول إلى ما ليس له علاقة بهذا البعد، الذي يُعد من ثوابت الدولة المغربية، لما يجسده من ترسيخ وتثبيت لمبادئ إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي السني، والعقيدة الأشعرية السمحة.

وعلى هذا الأساس، يطالب أبناء وورثة سيدي محمد (11) ابن محمد ابن أحمد ابن محمد الهادي ابن عبد الرحمان ابن محمد ابن البشير ابن محمد ابن أحمد، رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم، بتحويل هذه البناية إلى مدرسة قرآنية تحمل اسم أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ورعاه.

وبالإضافة إلى دورها الريادي في تكوين العديد من القادة، خدام سلاطين الدولة العلوية، ومراقبة سواحل رأس كبدانة من هجمات الأعداء، كما سنوضح ذلك لاحقا، لعبت هذه الزاوية دورا أساسيا في تدريس علوم القرآن الكريم وحفظه، وكانت محجا لكل المريدين والرواد وطلاب العلم من القبائل المحيطة برأس كبدانة. أكثر من ذلك، كانت الملجأ الذي يقصده كل من ضاقت به الدنيا لسبب أو لآخر.

ضمن هذا السياق، يذكر أوجست مولييراس قصة شاب من قبيلة قلعية استأذن بعض التجار الكبدانيين، ذات جمعة في سوق مزوجا (12)، في مصاحبتهم إلى رأس كبدانة / رأس الماء لحفظ ودراسة القرآن على يد فقهائها، لما يتردد عنهم من خير. وهو الأمر الذي رحب به هؤلاء التجار، واصفين رأس كبدانة بأنها موطن الإسلام (13).

أركب هؤلاء التجار الشاب، الذي يصفه أوجست مولييراس بـ”الدرويش” (14)، على ظهر بغل، وانطلقوا في البداية سائرين على جنبات البحيرة، ثم فيما بعد على شاطئ البحر. وأسرعت القافلة الصغيرة المكونة من البغال مشيا دون أن تتوقف ولو مرة، إلى أن غربت الشمس. حتى إذا وصلوا مساءً إلى أول تجمع سكاني من 20 منزلا برأس كبدانة، يدعى الزاوية، استقبلهم رجل يدعى الكبداني (15)، مستضيفا الشاب الراغب في دراسة وحفظ القرآن الكريم.

ونقدر (16) هنا أن الأمر يتعلق بجدنا الشريف سيدي عبد الرحمان، الذي حمل الموقع الذي تتواجد فيه زاويته (زاوية إمرابضن)، التي أقام فيها، اسم الزاوية، تيمنا بزاوية إمرابضن التي ورثها وأقام فيها جدي، والد والدي، الشريف سيدي محمد الرحماني، نسبة إلى والده سيدي عبد الرحمان.

ويواصل أوجست مولييراس حديثه قائلا: أدخله بيتا لا أثاث فيه، وجلب له حصيرة من الحلفة تمدد عليها على الفور. وبعد ساعة، جاء المضيف بصحن من الخشب يرتكز على قاعدة طويلة ويُسمى المترد عند العرب. وكان من اللازم إيقاظ الدرويش، الذي شعر بالسرور عند رؤية الكسكس وقطعة اللحم الكبيرة الموضوعة فوق حبات السميد الصفراء. وأتى الرجلان، اللذان لم يذوقا الطعام منذ الصباح، على الطعام كاملا (…) وبعد ارتشاف فنجانين أو ثلاثة من الشاي، خلد الجميع إلى النوم

ويذكر مولييراس أن الفترة التي حل فيها هذا الشاب في زاوية إمرابضن، كان يحكم كبدانة القائد بوصفية (17)، الذي كان من القادة الذين عملوا تحت إمرة، وإلى جانب، السلطان مولاي الحسن الأول (18). ونقدر أن القائد الشريف بوصفية هو أحد أبناء عمومتنا، أو أحد أحفاد أجدادنا المذكورين أعلاه.
ـــــــــــــــــــــــ
هوامش ومصادر الحلقة الأولى:
(1) أندلسي وليس أندلوسي، فغداة استصدار الوالد للحالة المدنية عام 1934 أضيفت الواو لتقوم مقام الضمة من قبل ضابط الحالة المدنية برأس الماء، ومحمد أندلسي / أندلوسي هو نجل الشريف سيدي محمد الرحماني (أنظر الوثيقة رقم1)، الذي عرف في المنطقة ببركته التي وصل صيتها الجزائر.. فكانت أسر بكاملها من بشار وتلمسان تنتقل إليه للتداوي بالقرآن الكريم، ويوجد ضريحه بزاوية لالة جنادة برأس كبدانة،
(2) أنظر الوثائق رقم : 2 و3 و4، و5 أ ، و5 ب،
(3) هي ترجمة حرفية للتعبير الإسباني “كابو دي ياغوا Cabot de Agua”، ينطقها أهل المنطقة “قابو ياوا”، و معروفة في الوثائق الرسمية المغربية برأس كبدانة، كجماعة من ضمن الجماعات الترابية التي تتكون منها كبدانة الكبرى،
(4) شجرة العائلة توجد عند أخي الأكبر،
(5) لبت نداء ربها، أخيرا، بتطاون العامرة، وذلك فجر يوم الإثنين 16 دجنبر 2024م، الموافق 15 جمادى الآخرة 1446 هـ، بعد مرض عضال ألزمها الفراش منذ ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 2019 م، الموافق 1441ه.
(6) موسى الحليتي وقيل أيضا محمد.. وكان لأحدهما أربعة أولاد منهم من قطن تلمسان، ومنهم من قطن بجبل تاسا وأحوازه، وتحديدا في موقع يعرف بالشهدة. ذلك لأنهم حينما شرعوا في بناء بيتهم بهذا الموقع المذكور، عثروا فيه على شهدة من عسل فسموه بالشهدة.. وهؤلاء، هم من ذرية أبي بكر الذي انتقل فيما بعد إلى جبل زيطور.
(7) تنقسم قبيلة كبدانة إلى تسع فرق وهي على النحو التالي: 1ـ فرقة الزخانين وهي= ياث بوجمعة ـ ياث الناصر – ياث بو أشاون – ياث علي نعمر – إعثمانن – ياث البالي – ياث لحسن – ياث أحمد .2ـ فرقة ياث الداوود وهي= ياث مسعود – ياث أحمد ؤموسى – ياث بو عبد السيد.3ـ فرقة ياث الحاج وهي= إمرابضن ـ ياث يوسف ـ ياث حدو بن رحوـ ياث موسى. 4ـ فرقة ياث إقياضن وهي= إفجكان ـ ياث الطاهرـ تمادت.5ـ فرقة إهدراوين= ياث محند ـ ياث زعاج ـ ياث الطالب ـ ياث وسادير. 6ـ فرقة إحضرين و هي= ياث علي بن أحمد ـ ياث حموـ ياث عزيزة ـ ياث يخلف.7ـ فرقة إشرويضن وهي= ياث حمو بن حدوـ زاويث ـ تيمزوجين ـ إحدوثن ـ ياث طالب بن علي.8ـ فرقة إبرشانن و هي= ياث إسماعيل ـ ياث يوسف ـ ياث تقلعشت — ياث عبد الله.9ـ فرقة إبوعلاثن وهي= ياث يخلف ـ ياث أحمد ؤعلي ـ ياث أكعوش ـ ياث حمو ؤمسعودـ ياث فوطا،
(8) رحالة، ومبشر وعالم أنثروبولوجيا فرنسي، عضو جمعية الجغرافيين والأركيولوجيين بوهران، من مواليد 22 ديسمبر 1855 في تلمسان (الجزائر) وتوفي في 26 يناير 1931 في بلدية بيرو- سير- مارم Perreux – sur – Marme التابعة لمقاطعة فال – دي – مارم Val – de – Marme بجهة إيل دو فرانس ،
(9) Augueste MOULIERAS، المغرب المجهول، الجزء الأول، اكتشاف الريف، ترجمة وتقديم د. عز الدين الخطابي (2007)، منشورات تفراز نا ريف، مطبعة دار النجاح بالجديدة، ص 176،
(10) أنظر الصور المرفقة،
(11) جدنا سيدي محمد، هو شقيق سيدي أحمد، جد هشام أديب، رئيس الجماعة الترابية لرأس الماء حاليا،
(12) المغرب المجهول، ، ص176،
(13) المصدر نفسه، الصفحة نفسها،
(14) المصدر نفسه، ص178،
(15) “الكبداني” تعبير إلى جانب تعابير أخرى من قبيل:”فرقة أولاد الحاج” و” جماعة المرابطين”، نجد ذكرها يتردد ويتكرر في أكثر من وثيئقة عدلية متعلقة سواء بالقسمة أو البيع او الشراء، والخاصة بأجداد هذه الأسرة وهم على التوالي سيدي محمد إبن أحمد إبن محمد الهادي إبن عبد الرحمان، جدنا الرابع الذي عرف بورعه وتقواه، وهو رجل صوفي عرف في المنطقة ببركته، ومن اسمه اشتق جدي، والد والدي، الإسم العائلي الرحماني، أي نسبة إلى هذا الرجل الشريف سيدي عبد الرحمان، الذي يوجد ضريحه بزاوية لالة جنادة برأس كبدانة. وسيدي عبد الرحمان هذا هو حفيد القائد سيدي البشير الذي عمل قائدا للسلطان العلوي محمد بن عبد الله (1757ـ1790 )، وهو أيضا نجل القائد سيدي محمد بن البشير الذي عمل للسلطان مولاي الحسن الأول (1873 ـ 189)، وهو في الوقت ذاته ( أي الشريف سيدي عبد الرحمان) والد الشريف سيدي محمد الهادي الذي يذكره الدكتور ح. الفكيكي في ص 3098 من معلمة الريف . راجع : المعلمة ، باب جنادة، الفقرة الثالثة ( أنظر الوثيقة رقم5). وهو أيضا( أي الشريف سيدي عبد الرحمان) حفيد سيدي أحمد الزرهوني الإدريسي، أول من حل إلى رأس الماء قادما من مولاي إدريس زرهون، مثلما تجمع على ذلك روايات كبار السن من أفراد العائلة ممن لا يزالون على قيد الحياة أو ممن رحلوا عنها،
(16) تجمع كل آراء وشهادات أبناء المنطقة التي ينقلونها عن آبائهم وأجدادهم، أن الزاوية الوحيدة التي وجدت في المكان المعلوم ( التلال) الذي يتحدث عنه أوجست مولييراس بشكل دقيق في الفقرة الأولى، الصفحة 177، حينما يقول : “(..)عند حلول المساء، وبعد هذه المسيرة الطويلة والمتعبة التي نال فيها التعب كلا من الراكبين وبغالهم وصل الجميع إلى التلال الأولى لجبل كبدانة (..)”، هي زاوية إمرابضن المطلة مباشرة على البحر( أنظر الصور المرفقة)، والتي كان يقيم فيها جدنا الشريف الإدريسي سيدي عبد الرحمان حفيد الشريف سيدي أحمد الزرهوني الإدريسي، الذي تجمع حوله روايات كبار أفراد العائلة، من ناحيتي الأب والأم، على أنه أول أفراد هذه السلالة الشريفة، الذين نزلوا ببلدة رأس الماء. ويؤكد هذا الطرح، ما أورده أوجست مولييراس، أيضا، في الصفحة 180 من الكتاب نفسه حينما قال :”من جهة أخرى، فإن نهر ملوية يخترق قبيلة كبدانة بعض الشيء ويزعم أولاد الحاج المتواجدين بالضفة اليمنى بأنه يشكل حدود قسمهم من جهة الغرب وهذا نزاع قديم سبب في العديد من المأسي وفي إراقة الدماء”. ويستنتج من هذه الإشارة أمران اثنان . الأول؛ أن الضفة اليمنى يقصد بها هنا الزاوية المطلة ( أنظر الصور المرفقة)على البحر مباشرة، والتي حجبت البنايا عنها البحر، (راجع باب : القرى الرئيسية بكبدانة، ص 181 من الكتاب)، وهي جزء من ضمن أجزاء ترابية أخرى تتشكل منها، بحسب تعبير اليوم، قبيلة رأس الماء Cap de L’eau”قابوياوا”. أما الأمر الثاني؛ فهو أن الإشارة إلى أولاد الحاج، أي ياث الحاج، الذين يشكلون إلى جانب عائلات أولاد يوسف، وأولاد حدو بن رحو، ثم أولاد موسى، الفرقة الثالثة من ضمن الفرق التسعة التي تتشكل منها قبيلة كبدانة . وهم شرفاء أدارسة / مرابطون، إمرابضن بحسب تعبير سكان المنطقة،
(17) Augueste MOULIERAS، ص 178،
(18) هو الحاج امحمد بوصفية الكبداني، من فرقة أولاد الحاج، قائد السلطان مولاي الحسن الأول في ما بين 1889-1892م ، ولاه على أربع فرق من مجموع الفرق التسعة الكبدانية، إثر .. مقتل القائد عمر هرفوف الكبداني، وهي: أولاد الحاج – أولاد داود – بني قياطن – الزخانين. راجع : المعلمة- ح. الفكيكي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.