الوعي المجتمعي في التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

ذ محمد جناي
2021-08-26T07:17:52+01:00
آراء ومواقف
ذ محمد جناي26 أغسطس 2021آخر تحديث : الخميس 26 أغسطس 2021 - 7:17 صباحًا
الوعي المجتمعي في التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

ذ. محمد جناي
يعد فيروس كورونا المستجد ( كوفيد-19) من سلالة كورونا، وهي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء ، حيث تسبب أمراض الجهاز التنفسي، سواء التي تكون خفيفة مثل نزلات البرد أو شديدة مثل الالتهاب الرئوي ، تم التعرف على المرض في دجنبر من سنة 2019 في مدينة ووهان وسط الصين، وقد صنفته منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 بالجائحة ، ولقد وضع انتشار فيروس كورونا المستجد البشر في مختلف أنحاء العالم أمام تحد كبير ومازال إلى يومنا هذا، بما في ذلك المغرب.

فتحسين الوضعية الوبائية الراهنة، ورفع مستوى الصحة العامة للفرد والمجتمع ، يرتبط بدرجة أساسية بمستوى الوعي الصحي لأفراد المجتمع، فمن غير الممكن التفكير برفع مستوى صحة الفرد بمعزل عن مستوى وعيه ومعرفته بالمعلومات والقواعد الصحية الأساسية ، فالمعرفة الصحية للفرد هي الأساس في محافظته على صحته وصحة بيئته ومجتمعه.

وإن انتشار الأمراض وفي مقدمتها جائحة فيروس كورونا، وتدني المستوى الصحي في أي بلد من البلدان لا يرجع بالضرورة إلى نقص الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية ، بقدر ما يرجع إلى عدم معرفة الفرد كيف يحافظ على صحته ويتحمل المسؤولية في وقاية صحة الآخرين .

لهذا يعد مفهوم الوعي المجتمعي من أهم المفاهيم التي تناولها الكثير من الباحثين في علم الاجتماع، وتعددت الرؤى للمفهوم وذلك لتعدد الآراء والاتجاهات حول موضوع الوعي بشكل عام والوعي المجتمعي بشكل خاص، بالإضافة إلى تركيز كل باحث على مفهوم الوعي المجتمعي من زاوية واحدة تختلف حسب الموضوع والهدف، فيرى “السيد طنش”الوعي المجتمعي أنه ” وعي الفرد بالمشكلات المجتمعية المتختلفة التي تطرح عبر قنوات التواصل الاجتماعي وغيرها من خلال مجموعة المفاهيم والتصورات والآراء والمعتقدات الشائعة عبر تلك القنوات.

ونقصد بالوعي المجتمعي الوعي بأبعاده المختلفة الصحي ، والاجتماعي ، والإعلامي، في التعامل مع جائحة فيروس كورونا:

أولا: الوعي الصحي
هو وجود ثقافة صحية لدى المواطن تمكنه من التعرف المبدئي على أعراض الفيروس وأيضا ترشده بعد ذلك للأساليب الوقائية المختلفة، وتقوده إلى كيفية تصرفه إذا أصيب بالفيروس، وهذا يتطلب وجود معلومات متاحة للمواطن تمكنه من استيعاب ما يتعلق بجائحة فيروس كورونا ونقصد بالوعي الصحي زيادة إدراك ومعارف سكان المغرب حول جائحة فيروس كورونا ومعرفة أعراضه وطرق العدوى والوقاية والعلاج في حالة الإصابة به ، وذلك عن طريق إصدار المزيد من نشرات للتعريف بالفيروس وأسبابه وكيفية انتقاله وطرق المقاومة والمكافحة ؛عقد لقاءات إلكترونية تثقيفية من خلال الاستعانة بمتخصصين؛الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي وخطوط اتصال وزارة الصحة .

ثانيا : الوعي الاجتماعي
نقصد بالوعي الاجتماعي تنمية إدراك ومعارف السكان بجائحة فيروس كورونا وتدعيم المسئولية الاجتماعية وإيقاظ الرغبة في العمل المشترك والتعاون من أجل التصدي لجائحة فيروس كورونا،ويعرف كذلك بأنه العملية التي تساعد الفرد والجماعة لكي يصبحا على وعي وأكثر حساسية لظروفهم الاجتماعية وأسبابها وفكرتهم حول اهتماماتهم الخاصة

ثالثا: الوعي الإعلامي
نقصد بالوعي الإعلامي وعي معرفة السكان بالمعلومات الطبية التي تنشر للتوعية بالوباء والتصدي للإشاعات والأكاذيب حوله وأخذ المعلومات من المصادر الطبية الرسمية، ويعرف أيضا بأنه مدى إدراك الفرد للأوضاع التي تدور حوله والمحيط الذي يدركه من خلال الإعلام ، وبناء رأي عقلاني متزن وتحليل واضح يتوافق والمتغيرات وفق تصور علمي يتناسب وإمكانيته وتصوراته التي تخدم المجتمع.

ويبقى المحك الحقيقي الذي نواجهه اليوم في مجتمعنا المغربي هو رفع معدلات الوعي المجتمعي واكتمال عملية التلقيح المطلوبة من أجل سلامتنا جميعا، ولا ننسى أن لدينا بعض الأشخاص يعانون من مشكلات صحية مزمنة ومن ضعف في أجهزة المناعة بسبب كثرة العقاقير التي يتناولونها يوميا، ولدينا كبار سن ونساء حوامل لابد من مراعاة ظروفهم الصحية، وعلينا الحذر من تجاوز التعليمات الواردة من وزارة الصحة التي تبلي بلاء حسنا في الجانب التوعوي والحرص على الشفافية المستمرة، إذن لابد من الحذر وعدم التهاون.

والأمر المؤسف هو تواجد أناس عادوا للمصافحة وتبادل السلام المعتاد عليه كما كنا قبل كورونا وعندما تنصحهم يقولون نحن ملقحين أو يستهرئون ، التلقيح لا يعني أن نسلم ونصافح ونقبل ونحتضن بعضنا البعض بمناسبة وبدون مناسبة ، حتى كبار السن كم نحن بشوق كبير لاحتضانهم ولكن صحتهم وبقاؤهم آمنين أهم من هذه المشاعر الفياضة بالحب، لن نكون سعداء إن أصيبوا بالفيروس الذي لن يرحم ضعفهم وكبر سنهم، فلنعمل عقولنا قبل مشاعرنا ولنعلم أن دقات قلوبنا لم تعد تحتمل كثيرا من مشاعر الفقد والحزن والألم.

mmohamedjanay@gmail.com

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.