محمد أكعبور ـ باحث في الخطاب والإعلام الديني
مرد الانفجار الجماهيري الذي عرفته النقط الدينية في مصليات العيد ببلاد الإسلام (وطن وجغرافيا) إلى :
* تشوق الناس للمجامع الدينية الاحتفالية كما ألفوها فمنعوها لعامين متعاقبين بسبب وباء كورونا.
* رهان اجتماعي تنظيمي لصناعة الحدث الديني الاحتفالي وللمنظمين دور في اعتبار حدوث ذلك ومنه التنظيم الشبابي التلقائي الطوعي .
* تنظيم المجال الترابي لاحتضان الحدث الديني من الجهات المعنية بتنظيم الأداء الديني .
* العودة للدين ممثلا في “التدين الاحتفالي ” لعدم نضج فكرة مقصد الأداء الديني لدى الناشئة والشباب .
* الرغبة الكبيرة في التعبير عن الذات من خلال أخذ الصور ارتكازا على اللقطة الفردية والجماعية لبثها على صفحات وجدران وقنوات التواصل الاجتماعي الفورية منها والتي تتطلب مونطاجا
يضفي على اللقطات جمالية مع إدراج مقاطع موسيقية، كما نسجل ملاحظة مهمة وهي البث المباشر للحدث الديني ومجرياته – على غرار ثلاة التراويح – لكنه قليل .
* الظهور للعلن في عرض استعراضي باللباس الجديد الأنيق في تناول أشكال وأنواع الموضة في الزي والهندام والشكل المرفلوجي للمتدين الناشئ والشاب تلبية لنزوعات فردانية حينا وجماعية أخرى .
* رد فعل على ما يواكب الحدث الديني من خطاب مبتذل وهجين .
كل هذا يفرض على الهيئات التنظيمية في تلك البلاد أو بتلك الجغرافيا أمرا ؛ وهو أننا بحاجة إلى مزيد من التنظيم المحكم في المناسبات الدينية القادمة -وعيد الأضحى على الأبواب-لاحتمال تزايد حجم هذا الانفجار الجماهيري .
هذا من الناحية اللوجسيتية ومن الناحية التأطيرية يفرض على القادة الدينيين الإنهاض بخطاب ديني للناشئة والشباب والطفل حتى يؤدي شعائره في ارتباط بقيم موروثة ومتأصلة دينيا لا قيم التكنولوجيا وحياة الرفاه الرقمي والموضة ؛ فإنا نسجل ملاحظة تغييب هذه الفئة في التخاطب الديني المنبري منه والوعظي .
لكن اللافت للنظر أنه لم تسجل أي حالات فوضى أو رد فعل كما يحدث في مواقع وميادين رياضية وفنية؛ لماذا؟
بكل بساطة لأن لا أحد ينتصر لفريق رياضي أو فريق فني موسيقي علما أن الكل منتصر لكن ، على قيم مبتذلة إلى قيم فضلى وخلق مثلى كالتضامن الديني والحب الجماعي والتآخي .
هي إذن قيم كونية مطعمة ببيئة الإسلام بروح الدين .
Source : https://dinpresse.net/?p=17497