وجه جلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين في دورة سنة 2025 لملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، المنعقد يوم الأحد بمدينة مراكش، مؤكداً التزام المغرب الثابت بدعم مسار التنمية الإفريقية، وتفعيل نموذج تعاون جنوب-جنوب يقوم على التضامن، والفعالية، والابتكار.
وشكلت الرسالة الملكية خارطة طريق استراتيجية، أبرزت مقاربة المملكة في مواجهة التحديات التمويلية التي تعيق تحقيق التنمية المستدامة في القارة، مؤكدة ضرورة تجاوز الاعتماد التقليدي على التمويلات الخارجية، واعتماد إصلاحات هيكلية، وتثمين الموارد الذاتية، وتعزيز مبادئ الحكامة الجيدة، وخلق بيئة مؤسساتية حاضنة للاستثمار والمبادرة.
وأكد جلالة الملك أن المغرب، انطلاقاً من موقعه الجيوسياسي كجسر طبيعي بين شمال القارة وجنوبها، استطاع بلورة مشاريع ملموسة ذات بعد قاري، في مقدمتها مشروع أنبوب الغاز الأطلسي، والمبادرة الأطلسية لتيسير ولوج دول الساحل إلى المحيط، ومسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، مشيراً إلى أن هذه المبادرات تندرج في إطار رؤية متكاملة لإفريقيا صاعدة قادرة على التحكم في مصيرها.
وسلط جلالته الضوء على التجربة المغربية في تطوير الآليات المالية المبتكرة، مبرزاً دور صندوق محمد السادس للاستثمار كمحفز للاستثمار والإبداع والتنمية المستدامة، إلى جانب تثبيت القطب المالي للدار البيضاء كمركز إقليمي لجذب التمويلات نحو إفريقيا.
ودعا جلالة الملك إلى إدراج ملف تمويل التنمية الإفريقية في صلب الأجندة الدولية، وضرورة إصلاح النظام المالي العالمي بما يعزز التمثيلية المشروعة لإفريقيا، ويمكنها من امتلاك قراراتها المالية، مؤكداً أن تعزيز مكانة القارة داخل المنظومة النقدية الدولية شرط أساسي لأي تحول حقيقي.
وفي ختام الرسالة، جدد جلالة الملك التزام المملكة المغربية بمواصلة جهودها في تعبئة الموارد، وتقوية الشراكات، وتشجيع الحلول التضامنية، بما ينسجم مع رؤية المغرب المتجذرة في التعاون جنوب-جنوب، من أجل تنمية شاملة ومستدامة لصالح الشعوب الإفريقية.