تتناول خطبة الجمعة، اليوم، موضوع “وجوب اجتناب الإفساد في الأرض”، حيث تدعو إلى ترسيخ الوعي بخطورة الفساد بمختلف أنواعه وآثاره على المجتمع والإنسان والبيئة.
تبدأ الخطبة بالتذكير بنعمة الله على عباده حين أصلح الأرض وجعلها مستقرة صالحة للعيش، محذرة من مخالفة هذا الإصلاح بالفساد والمعصية، استنادا إلى قوله تعالى: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها».
وتستعرض مظاهر الفساد التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، من الشرك بالله وقطيعة الرحم إلى سفك الدماء والتعدي على الناس وأكل أموالهم بالباطل، فضلا عن نقض العهود والغش في الميزان وانتهاك الأعراض، مبرزة أن كل هذه الأفعال تعد صورا من الإفساد الذي نهى الله عنه.
وتؤكد الخطبة أن الإسلام جاء لحفظ الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، وأن حماية هذه المقاصد تمثل جوهر محاربة الفساد، لأن كل مساس بها يهدد استقرار المجتمع ويمس كرامة الإنسان.
وفي الخطبة الثانية، يتم التأكيد على أن مكافحة الفساد مسؤولية جماعية تشمل كل فئات المجتمع، إذ يقول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: “إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، أي أن تطبيق القوانين العادلة والرقابة المؤسسية ضروريان لردع المفسدين وحماية الصالح العام.
وتشير إلى قوله تعالى: «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر»، مبينة أن إقامة العدل والقيام بالمسؤولية من أعظم صور الإصلاح في الأرض.
وتتناول الخطبة كذلك مظاهر الفساد الحديثة، مثل الإضرار بالبيئة وتلويث الهواء والماء، وقطع الأشجار والإخلال بالنظام البيئي، والتلاعب بالأموال العامة والاقتصاد، معتبرة أن هذه السلوكيات من صور الإفساد التي حذر منها الشرع منذ قرون، إذ أمر الإسلام بالمحافظة على الموارد وغرس الأشجار وصون الأرض من الأذى.
وتختتم الخطبة بالدعاء الصالح للمغرب وأهله، وبالتضرع إلى الله تعالى أن ينصر أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، ويحفظ ولي العهد الأمير الحسن وسائر الأسرة الملكية الشريفة، وأن يصون المغرب من الفساد والمفسدين ويهدي عباده إلى العمل الصالح والإصلاح في الأرض.
 
                     
                         تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض
                                تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض
                            

 
    
                 
    
                 
    
                