كريمة لعزيز ـ أخصائية معتمدة في علم الجنس
تتعامل بعض التيارات الدينية المتشددة مع المرأة باعتبارها أداة جنسية أو “عورة” تشكل خطرا دائما على الرجل، وتبرر هذه النظرة بقيود صارمة تحظر التفاعل الطبيعي بين الجنسين، مثل تحريم المصافحة أو الاختلاط بدعوى إثارة الشهوة.
واضح أن هذه الرؤية، التي تختزل المرأة في الجسد فقط، تتناقض مع النصوص القرآنية التي كرمت المرأة وأكدت إنسانيتها ومساواتها مع الرجل.
قال الله تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ” (الإسراء: 70)، ما يشمل الرجال والنساء على حد سواء، كما قال: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ” (غافر: 40)، ما يوضح أن المسؤولية والثواب والعقاب مشتركة، دون أي تمييز مبني على الجنس.
إن حصر المرأة في دور “مصدر الفتنة” يعكس تصورا مفرطا في التركيز على الغريزة الجنسية، ويصور الرجل كضعيف غير قادر على التحكم في شهواته، وهو أمر ينافي التعاليم الدينية التي تدعو لضبط النفس.
ومن منظور علمي، الإثارة ليست نتيجة حتمية لأي تلامس أو تفاعل بين الرجل والمرأة، بل هي حالة نفسية وسياقية تتحكم فيها الأفكار والنوايا، مما يجعل الادعاء بأن أي تواصل يؤدي إلى شهوة مجرد خرافة تفتقر إلى الأساس العلمي.
هذه النظرة التي تختزل المرأة في كونها “فتنة” وتفصلها عن الرجل في كل مجالات الحياة تضر بالعلاقات الإنسانية وتؤدي إلى آثار اجتماعية سلبية، منها تعميق الفجوة بين الجنسين وتعزيز الصور النمطية التي تصور المرأة كجسد فقط.
على العكس، الإسلام يدعو إلى التعاون بين الرجل والمرأة كشريكين متساويين، كما قال الله: “وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ” (التوبة: 71). هذه الآية تبرز العلاقة الصحية بين الجنسين القائمة على التعاون والاحترام، لا الخوف والشك.
رابط صفحة الكاتبة على فيسبوك:
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22656