المدرسة النبوية الشريفة ومبادئها

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس10 أغسطس 2022آخر تحديث : الأربعاء 10 أغسطس 2022 - 5:43 صباحًا
المدرسة النبوية الشريفة ومبادئها

الصادق العثماني ـ باحث في الفكر الإسلامي وقضايا التطرف الديني
للمدرسة النبوية الإسلامية موازين دقيقة في أخذ الأمور أو ردها أو إباحتها أو تحريمها، فكانت دائما تنظر بمنظار إنساني رحموتي، كما تنظر بمقاييس الخير والشر، وبمقاييس المصالح والمفاسد..

نجحت هذه المدرسة في بدايتها وسط نظام وثني قبلي ديكتاتوري في مكة، رغم تهديد صاحبها وحصاره والتنكيل به ومع ذلك صلى الله عليه وسلم أخذ وأشاد ومجد بعض العادات والتقاليد الجاهلية من شهامة وكرم وصدق وأمانة وغير ذلك من الفضائل والقيم الإنسانية والكونية.

ولهذا نجد الصحب الأول من صحابته الكرام رضي الله عنهم كانوا ينشدون بحضرته لشعراء الجاهلية ولم يمنعهم من ذلك، وهكذا استمر الأدب الجاهلي وعبر التاريخ الإسلامي لقرون غضا طريا، يستفيدون من حكمته، ويتعلمون من بلاغته، وخاصة أيام الدولة العباسية، التي اعتمدت الأدب الجاهلي كمشترك إنساني، ثم نقل من آداب الفرس والهند والإغريق ما استوعبته الحالة العربية قبل انتقال عاصمة الدولة الإسلامية المركزية للعثمانيين في الأستانة.

ومع ضمور قيم العدالة والشورى وفشو الصراعات السياسية والأيديولوجية والقبلية، فإن أروقة بغداد ودمشق والمدينة النبوية ذاتها وأكناف الحجاز وما وراء النهر، ظلت تمارس حراكا فكريا وتبادلا أدبيا لم يُسجّل عليه مطلقا، ولم يُنعت بأدب المشركين أو العلمانيين أو الحداثيين أو المرتدين إطلاقا، ولم يكن في تلك الفترة من ينادي ب “أسلمة المعرفة” أو فصل العلوم البحتة عن علوم الدين والشريعة.

مع العلم أنه لم تكن هناك أصلا جزرُ عزل بين الآداب والثقافة والأفكار في العهود الإسلامية الزاهرة، لأن هؤلاء جميعهم كانوا مدركين ومستوعبين لقواعد ومبادئ المدرسة النبوية الشريفة التي بنيت عليها، ومن ضمنها المشترك الإنساني، والتعايش البشري، بالإضافة إلى خدمة الإنسان ومن أي جنس كان، فالرسول الأكرم يقول: “لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أسود وأبيض إلا بالتقوى” فالتقوى في الإسلام هي الميزان فقط .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.