المجلس العلمي الأعلى يعقد لقاء تشاوريا مع وزراء وخبراء حول التبليغ الديني

دينبريس
مؤتمرات وندوات
دينبريس9 فبراير 2025آخر تحديث : الأحد 9 فبراير 2025 - 10:05 مساءً
المجلس العلمي الأعلى يعقد لقاء تشاوريا مع وزراء وخبراء حول التبليغ الديني

أطلق المجلس العلمي الأعلى مبادرة تواصلية جمعت اليوم بين علماء الدين وخبراء من مختلف القطاعات، بما في ذلك مسؤولون في المؤسسات الحكومية والأمنية، بهدف فتح حوار معمّق حول دور التبليغ الديني في خدمة المجتمع.

وانعقد اللقاء بمقر المجلس العلمي الأعلى بالرباط، مثّل تجربة أولى لاستماع العلماء إلى المتخصصين في مجالاتهم، سعيا إلى بلورة مقترحات عملية تضمن استمرارية هذا الحوار البناء.

أوضح سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، خلال الجلسة الافتتاحية، أن المبادرة تأتي في سياق خطة “تسديد التبليغ”، التي تسعى إلى تطوير الخطاب الديني ليكون أكثر التصاقا بالواقع، عبر إبراز البعد القيمي والعملي للعبادات، مشيرا إلى أن الإيمان في جوهره تحرر من الأنانية، والعمل الصالح يُترجم في أولويات اجتماعية مثل التضامن والاستقامة في المعاملات.

وشهد اللقاء، الذي أدار جلسته وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، مشاركة شخصيات بارزة من مختلف المجالات، من بينهم الفيلسوف علي بن مخلوف، وبوبكر سبيك، المراقب العام للأمن الوطني والناطق باسم المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين، بينهم فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، نزار بركة، وزير التجهيز والماء، مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، ومحمد عبد النباوي، رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية.

كما ضم الحضور شخصيات وازنة أخرى، مثل وزير التربية الوطنية سعد برادة، وزينب العدوي، رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، والمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل العرايشي، إلى جانب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، الذي تناول في مداخلته العلاقة بين الدين والصحة النفسية.

وركزت المداخلات على أهمية تعزيز القيم الروحية في تدبير الشأن العام، في إطار خطة “تسديد التبليغ”، التي يتبناها المجلس العلمي الأعلى كمنهجية جديدة في الخطاب الديني، تقوم على تقريب المفاهيم الدينية من واقع الناس، مع مراعاة الأولويات الاجتماعية والاقتصادية.

وأشاد فوزي لقجع بأهمية هذه المبادرة، معتبرا أنها تشكل خطوة عملية نحو تعزيز التقارب بين الفاعلين في تدبير الشأن العام والمجالس العلمية، بما يضمن انسجاما أكبر بين الدين ومتطلبات التنمية.

وفيما يتعلق بتطوير خطب الجمعة، كشف سعيد شبار أن المجلس العلمي الأعلى قرر تبني نموذج موحد للخطب، يُنشر على موقع المجلس ووزارة الأوقاف كل يوم أربعاء، بعد أن واجه محاولات للتشويش على هذه المبادرة.

وأكد أن هذه الخطوة ساهمت في رفع نسبة التزام الخطباء بالخطبة المقترحة إلى أكثر من 95 بالمائة، كما شدد على أن المرحلة القادمة ستشهد تفعيلًا أوسع لخطة التبليغ الميداني، من خلال المساجد، والوعظ، والإرشاد، والتواصل المباشر، والإعلام المسموع والمرئي، تحت إشراف المجالس العلمية المحلية.

وأكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى أن العلماء يضعون الأسرة والمدرسة في صلب هذا المشروع الإصلاحي، انطلاقا من قناعة راسخة بأن الدين ليس مجرد شعائر، بل منظومة متكاملة تسهم في بناء مجتمع متوازن.

ودعا الإعلام إلى مواكبة هذا المشروع، مشددا على ضرورة تحصينه من التأويلات التي قد تخرجه عن سياقه.

واختتم شبار بالتأكيد على أن هذه المبادرة التواصلية ليست مجرد لقاء عابر، بل خطوة تأسيسية لحوار مستدام بين الفاعلين الدينيين والمؤسسات الرسمية، في إطار رؤية شاملة، تستند إلى الكتاب والسنة، وتؤكد على أن مسؤولية التبليغ والتوجيه الديني لا تقتصر على العلماء، بل هي مسؤولية جماعية يتقاسمها الجميع، كلٌّ من موقعه، لضمان مجتمع أكثر وعيا وتلاحما.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.