أعلن معبد شاولين في الصين، مطلع الأسبوع، عن فتح تحقيق رسمي مع رئيسه الراهب شي يونغشين Shi Yongxin، على خلفية شبهات تتعلق بسوء تدبير مالي واستغلال لممتلكات المعبد، إلى جانب اتهامات بانتهاك قواعد الرهبنة من خلال إقامة علاقات مع نساء.
وتعيد هذه المعطيات الجدل القديم الذي أثير منذ سنوات حول أسلوب إدارة الراهب البالغ من العمر 59 عاما.
ويُعرف شي بلقب “الراهب المدير التنفيذي” بسبب دوره البارز في تحويل معبد شاولين إلى مؤسسة ذات طابع تجاري عالمي، إلا أن التقارير الأخيرة تشير إلى وجود شبهات حول إنجابه لطفل، ما اعتبر خرقا للالتزام بالعزوبة الذي يُعد من المبادئ الأساسية في التقاليد البوذية.
وأشار بيان صادر عن إدارة المعبد، الواقع في مقاطعة خنان وسط الصين، إلى أن التحقيقات يشرف عليها عدد من الجهات الرسمية، دون تقديم تفاصيل إضافية، مع تأكيد أن نتائجها ستعلن لاحقا.
ويحظى معبد شاولين، الذي يعود تأسيسه إلى أكثر من 1500 عام، بمكانة بارزة في الثقافة الصينية، ويُعرف عالميا باعتباره مهدا لتعاليم “زن” البوذية وفنون الدفاع عن النفس المعروفة بـ”الكونغ فو الشاوليني”.
ومنذ توليه منصب رئاسة المعبد عام 1999، حظي شي يونغشين بحضور لافت على الساحة الإعلامية، وشارك في لقاءات مع شخصيات دولية بارزة، كما قاد حملات للترويج للمعبد حول العالم، من خلال مشروعات متنوعة تشمل الطب الصيني، النشر، والعروض الفنية، إضافة إلى الترخيص باستخدام اسم شاولين في الإنتاجات الترفيهية.
وقد أثار هذا التوجه انتقادات من بعض المتابعين الذين رأوا في ذلك ابتعادا عن الجوهر الروحي للمؤسسة الدينية، بينما دافع شي في مناسبات سابقة عن رؤيته باعتبارها وسيلة لتعزيز مكانة المعبد عالميا.
وفي تطور لافت، أعلنت الجمعية البوذية الصينية، أمس الإثنين، عن سحب شهادة الرهبنة من شي يونغشين، معتبرة أن تصرفاته “تمس بسمعة الجماعة البوذية وتضر بصورة الرهبان”، مؤكدة تأييدها لمواصلة التحقيقات وفقا للقوانين المعمول بها.
وتسلط هذه القضية الضوء على النقاش الدائر داخل الأوساط الدينية والثقافية في الصين بشأن العلاقة بين التحديث الاقتصادي للمؤسسات الدينية والحفاظ على قيمها الروحية، خاصة في ظل تزايد الاهتمام الشعبي بالرموز الدينية في السياق المعاصر.