دين بريس. خاص
الليبرالية وتأثيرها على الديمقراطية
رغم دورها التاريخي في مواجهة العقائد المتصلبة، قامت الليبرالية على الفردانية التي أدت إلى تآكل المشاريع الجماعية وإضعاف الديمقراطية. فقد تحولت السياسة إلى صراع مصالح فردية بدلاً من كونها تعبيرًا عن إرادة شعبية، حيث يسلط آلان دو بنوا الضوء على تناقضاتها، خصوصًا في فرنسا، حيث انصهرت ضمن طيف سياسي يجمع بين اليمين واليسار.
غياب الخير المشترك في المجتمع الليبرالي
يرى الكاتب أن الليبرالية تخلّت عن مفاهيم الخير المشترك لصالح منطق السوق، مما أسهم في تفكك الروابط الاجتماعية وانتشار النزعة الاستهلاكية. وهو يؤكد أن البديل لا يكمن في العودة إلى الأنظمة الشمولية، بل في تعزيز المشاركة الجماعية عبر استعادة الروابط الاجتماعية، وإعادة الاعتبار للعمل الجماعي كدعامة أساسية للمواطنة الفاعلة.
الجذور الفلسفية لليبرالية
يعرض المؤلف جذور الليبرالية، مستندًا إلى الفلسفة الفردانية التي نمت منذ القرن الثامن عشر، ويتناول تأثير الرأسمالية على تصور الإنسان بوصفه كائنًا اقتصاديًا يسعى لتحقيق مصلحته الخاصة. هذه الرؤية أدت إلى هيمنة قيم السوق على المبادئ الأخلاقية والسياسية، مما خلق مجتمعات تتجه نحو الاستهلاك والتنافسية بدلًا من التضامن والتعاون.
العولمة وإعادة تشكيل العالم إن العولمة
وفق رؤية دو بنوا، ليست مجرد توسع اقتصادي، بل إعادة تشكيل العالم وفق منطق الملكية المطلقة، مما يقوّض أسس التضامن الاجتماعي ويكرس النزعة الفردية. لذا، فإن مقاومة الليبرالية تتطلب استعادة المشترك كمبدأ سياسي يعيد ترتيب العلاقة بين الفرد والمجتمع، ويضمن تماسك المجتمعات بعيدًا عن تفككها القائم على منطق الربح والتجارة.
إعادة النظر في الديمقراطية
يرى الكاتب ضرورة إعادة التفكير في مفهوم الديمقراطية، حيث لا يكفي تداول السلطة بين الأفراد دون رؤية جماعية تعزز العدالة والمشاركة الفاعلة. فالليبرالية، كما يراها، مشروعٌ أفرغ السياسة من مضمونها الجماعي، وحوّل الدولة إلى وسيط في لعبة السوق، بدلاً من أن تكون ضامنًا للخير المشترك والمصلحة العامة.
#كتاب : ضد الليبرالية | الان دوبنوا