تحرير: صفاء فتحي
توج الكاتب المجري لاسلو كراسنهوركاي بجائزة نوبل في الأدب لعام 2025، تقديرا لإبداعه الرؤيوي الذي يجمع بين الكابوسية الفنية والتأمل الفلسفي، ويؤكد في آن واحد على قدرة الأدب على استكشاف أعمق ما في التجربة الإنسانية من قلق وجمال. ويعد كراسنهوركاي من أبرز الكتاب في أوروبا الوسطى، إذ تمثل أعماله امتدادا للتقاليد السردية التي اشتهر بها كتاب كبار مثل فرانز كافكا وتوماس برنهارد، وتمتزج في نصوصه النزعة العبثية بالتأملات الوجودية، في أسلوب يجمع بين القسوة الشعرية والعمق الفكري.
ويتميز إبداع كراسنهوركاي بقدرته على تحويل الفوضى والظلال الكئيبة في العالم المعاصر إلى رؤى أدبية تتأمل المصير الإنساني، مع نزعة نحو الانفتاح على الشرق وما يحمله من روح هادئة وتوازن داخلي. وتعد أعماله، التي ترجمت إلى لغات عدة، من بين أبرز الإسهامات الأدبية المعاصرة التي تنسج خيوطا بين القلق الغربي والتصوف الشرقي، في توليفة فكرية فريدة أكسبته حضورا لافتا في الساحة الأدبية العالمية.
ومن المقرر أن يقام حفل تسليم الجوائز في العاشر من دجنبر المقبل، تزامنا مع ذكرى وفاة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل (1833-1896)، على أن تمنح الجوائز في العاصمة السويدية ستوكهولم، باستثناء جائزة نوبل للسلام التي تقدم في أوسلو. وتبلغ قيمة كل جائزة هذا العام 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل نحو 1.1 مليون دولار أمريكي، في تقليد سنوي يحتفي بالتميز الإنساني في مجالات الفكر والعلم والأدب.