حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خطورة توظيف التنظيمات الإرهابية لمفردات دينية بهدف استقطاب الشباب، وذلك على خلفية نشر تنظيم “القاعدة” خريطة توسعية جديدة تشمل ضمنيا أراضي الأندلس، في محاولة لإحياء مشروع “الخلافة” المزعوم.
وكشفت صحيفة “لا راثون” الإسبانية أن إحدى الأذرع الإعلامية التابعة للتنظيم بثت رسالة رقمية دعائية، تروج لعودة “القاعدة” إلى المشهد العملياتي من خلال خطاب تعبوي يتضمن دعوات لإسقاط “الطغاة” وتحرير ما وصفته الرسالة بـ”أراضي الإسلام من المرتدين”، مستخدمة عبارات دينية مألوفة في أدبيات التنظيم منذ عقود.
وتظهر الخريطة التي رُوجت لها في الرسالة مناطق غرب العالم الإسلامي، ما يشير ضمنا إلى الأندلس كجزء مما يصفه التنظيم بـ”المشروع المستقبلي”، رغم امتناع الرسالة عن ذكر اسمها صراحة، في خطوة عدّها المرصد محاولة بائسة لإعادة إنتاج الماضي عبر خطاب متطرف ينأى عن جوهر الإسلام وقيمه.
وتتضمن الرسالة إشادة بما وصفته بـ”العمليات الناجحة” في الصومال ومالي، معتبرة أن هذه الهجمات تمهّد الطريق لما يسمى “تحرير الأمة”، كما هاجمت وسائل الإعلام لعدم تغطية هذه العمليات، واعتبرتها تعتيما على “بطولات المجاهدين”، حسب تعبيرها.
ويؤكد مرصد الأزهر، حسبما نشره على صفحته بفيسبوك، أن استدعاء رمزية الأندلس في هذا السياق يشكل تشويها للتاريخ، ومحاولة لتغليف النزعات السياسية بغطاء ديني زائف، مشددا على أن الإسلام بريء من هذا الخطاب القائم على التحريض والعنف وتزييف الوقائع التاريخية.
ويرى المرصد أن إدراج أوروبا من جديد على خارطة خطاب “القاعدة” يمثل تصعيدا لافتا، يأتي في وقت يتراجع فيه نفوذ التنظيم لصالح جماعات أكثر تطرفا، وعلى رأسها تنظيم “داعش”.
كما ينبّه إلى خطورة هذا الخطاب في ظل التوترات الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرا من استغلالها في إعادة تعبئة فكرية قد تُترجم إلى موجات عنف جديدة.
يدعو مرصد الأزهر إلى مواجهة مثل هذه الرسائل بخطاب ديني عقلاني يؤصل لقيم التعايش ويعري التوظيف السياسي للدين، مؤكدا أن الإسلام دين رحمة يرفض التطرف ويدعو إلى الحوار والتفاهم بين الشعوب.