ألقى “سيدي دياميل نيان” (seydi diamil niane)، من أصل سينغالي وحاصل على الدكتوراه والماجستير في الدراسات الإسلامية، الثلاثاء الماضي، محاضرة بعنوان “الصوفية والوهابية: حرب النصوص أو صدام القراءات” (Soufisme et wahhabisme :querelles des textes ou choc des lectures)، بمعهد الموافقة بالرباط.
وأشاد المحاضر بالتعددية والتنوع الذي يعرفه الفكر الإسلامي، وأن وجود تيارات ومدارس متعددة داخل منظومة الإسلام راجع بالإساس إلى الاختلاف في قراءات النصوص الدينية.
لكن في بعض الحالات ـ يضيف سيدي دياميل ـ تنشب حروب أو اصطدامات قوية بين التيارات الفكرية، كما حدث تاريخيا بين الوهابية والصوفية، وهو موضوع أطروحة سبق للمحاضر أن ناقشها في ستراسبورغ سنة 2017، ونشرها فيما بعد في كتاب بعنوان “(Soufisme et wahhabisme :querelles des textes ou choc des lectures).
وخلال المحاضرة التي قاربت الساعة، استدل “سيدي دياميل نيان” بمجموعة من النصوص الصادرة عن الفكر الوهابي والتي هاجمت الصوفية بقوة مثل كتاب “هذه هي الصوفية” للشيخ عبد الرحمن الوكيل، وكتاب “الصوفية عقيدة وأهداف” من تأليف “ليلى بنت عبدالله”، وكتاب “مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية” لـ”أبو عبدالعزيز إدريس محمود إدريس”، وهي نصوص تعتبر التصوف دخيلا عن الفكر الاسلامي ومصدره الديانات والفلسفات القديمة.
وفي المقابل، تحدث المحاضر عن المقاومة الصوفية لهذه الهجمات الوهابية، واستنادهم إلى النصوص الدينية من قرآن وأحاديث شريفة من أجل إثبات مشروعيتهم الفكرية والسلوكية، وأنهم على طريقة النهج المحمدي، كما أورد مجموعة من النصوص عن بعض أعلام التصوف مثل سيدي أحمد التيجاني والشيخ الأكبر ابن عربي.
وفصَّل سيدي دياميل”، في محاضرته، أوج نقط الاختلاف بين الصوفية والوهابية، وأن الاصدامات القوية وقعت بينهما بخصوص تأويل النصوص الدينية في مسائل خلافية مثل: البدعة، والشريعة والحقيقة، والتوسل، وزيارة القبور، ووحدة الوجود، وغيرها من القاضايا التي عكست حربا بين النصوص والقراءات المختلفة للقرآن والسنة..
تمّ إحداث معهد الموافقة بمبادرة من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية بالمغرب لتكوين المكونين الدينيين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت، ويوفر المعهد تكوينا جامعيا في علم اللاهوت باللغة الفرنسية، آخذا بعين الاعتبار السياق المغربي ومنفتح على التحالف والحوار مع ثقافة الإسلام.
دين بريس
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6586