عبد الرحيم الوهابي
الصلات العلمية بين مفتي القيروان: الشيخ محمد الجودي (1862-1943م) وعلماء المغرب
محمد بن محمد صالح بن قاسم بن علي الجودي التميمي القيرواني، علامة مشارك فقيه مفتي راوية مسند مؤرخ. من بيت علم وفضل. والده أبو الفلاح محمد صالح الجودي أحد أعلام القيروان وقاضيها.
ولد بالقيروان مختتم شوال سنة 1278هـ / 1862م. وبها نشأ وحفظ القرآن وتلقى مبادئ العلوم. ثم أخذ عن تلميذ والده العلامة القاضي المفتي الشيخ محمد العلاني، والعلامة القاضي محمد حمدة بوراس، وشقيقه القاضي المفتي الخطيب محمد بوراس، والباش مفتي الشيخ محمد صدام. ثم رحل لتونس قاصدا صرح الزيتونة في رحلة استزادة دامت عشر سنوات. تتلمذ فيها على شيوخ كبار، جمع أسماءهم في كناش خاص، منهم شيخ الشيوخ وأعز أهل التحقيق والرسوخ الشيخ سالم بوحاجب، والشيخ محمد الطاهر النيفر، وعبد القادر التميمي، وصالح الهواري، ومحمد بن محمد العلوي، وغيرهم.
عاد بعدها لبلدته وانتصب للإشهاد في حياة أبيه، وعكف على التدريس احتسابا في الجامع الأعظم في النهار وبين العشاءين. وكان يحضر دروسه الجمع الغفير، تلامذة ومصلين، حتى ضاقت رحاب المسجد بالمتلقين. ثم ولي التدريس به رسميا وأجري له الراتب، وبمدرسة الفتح القرآنية، ثم المدرسة العوانية. وختم كتبا عديدة في فنون مختلفة، وتخرج عليه قوم كثير. وأسندت إليه (1911) خطة الفتوى بالقيروان ثم ولي رئاستها (باش مفتي).
حج ثلاث مرات، ورحل إلى الشام والقدس وزار معالمها وآثارها، واستجاز علماء تلك البلدان. ومنهم: أحمد البرزنجي، ومحمد معصوم الهندي، وبدر الدين المغربي الدمشقي، والشيخ جمال الدين القاسمي، وأبو الخير عابدين، وغيرهم. كما زار المغرب مرات، والتقى بعلمائه وأجازوه تدبج معهم.
كانت داره قبلة للوافدين ومحجا للزائرين ومنتدى للطالبين، ” لما خصه الله به من إكرام كل ضيف يحل بالقيروان من أهل العلم من أي قطر من الأقطار الإسلامية ويجدون محله مفتح الأبواب لأبوابهم وجمع كل من ينتسب للعلم للاجتماع بهم ولا تسأل عن المذاكرات والمباحث العلمية التي تجري بينهم هناك بحيث صار محله قل أن يخلو من العلماء والمستفيدين من التونسيين وبقية الأقطار الإسلامية. ومهما رأى أو سمع بأحد من أهل العلم دخل القيروان إلا وذهب إليه وأرسل له الرسل حتى ينزل بمحله ضيفا كريما مبجلا، وهذا أمر مشاهد يعلمه كل من زار القيروان”.
وكان من أقدم أعضاء جمعية أوقاف الحرمين وتنسيق حج أهل أقطار الشمال الإفريقي. وهذه الجمعية أنشأتها الإدارة الفرنسية في إطار سياستها الإسلامية في الشمال الإفريقي الخاضع لها. [للاستزادة في هذه النقطة يمكن الرجوع لكتاب (السياسة الدينية للحماية الفرنسية بالمغرب- سعيد لحسايني) وبحث د. أحمد المكاوي (الحج في السياسة الإسلامية لفرنسا وإسبانيا في المغرب إبان الحماية) ودراسة سعيد القحطاني (مشروع بعثة الحكومة الفرنسية إلى مكة في عهد الشريف حسين)]
مصادر ترجمته:
ترجم له تلميذه الشيخ محمد الطراد التونسي في (المجلة الزيتونية). وهي أوسع ترجمة، وجل من ترجم له (من غير المغاربة) عالة عليه. عبد الحفيظ الفاسي (معجم الشيوخ)، محمد بن الحسن الحجوي (مختصر العروة الوثقى)، أحمد سكيرج (قدم الرسوخ) و(رياض السلوان)، أحمد الصبيحي (الرحلة)، محمد محفوظ (تراجم المؤلفين التونسيين)، أحمد عبد السلام (المؤرخون التونسيون)، كحالة في (معجم المؤلفين)، الزركلي (الأعلام)، يوسف المرعشلي في (نثر الجواهر والدرر)، محمد العنابي مقدمة (تكميل الصلحاء والأعيان)، أنس العلاني مقدمة (تاريخ قضاة القيروان)، المهدي عيد الرواضية مقدمة (رحلة محمد الجودي مفتي القيروان إلى الحج)، (الاستدعاءات والإجازات بين العلماء)، حمد الجاسر(مجلة العرب).
اهتماماته:
– التاريخ والتراجم: هو كما ذكر الشيخ أحمد سكيرج: “.. وحيد دهره ذكاء وفطنة ومعرفة وإيقانا، وحفظا وفهما وإتقانا. خصوصا في مادة التاريخ، وهو القاسم بيني وبينه، نظرا لاهتمامنا المتواصل معا بالتراجم العلمية والأدبية وغيرها”.
– الأسانيد والإجازات: كما أكد غير واحد. ومنهم سكيرج: “لا أعلم وأحدا مثله في المبادرة لاستجازة أهل العصر، ممن اجتمع معهم في كل مصر، إلا ما كان من قاضي تلمسان العلامة الشهير أبي مدين بن الشيخ سيدي أبي شعيب الجليلي رحمه الله، فقد استجاز الكبير والصغير، محسنا ظنه في الجميع”. وذكر الكتاني أن للجودي رواية لحصر الشارد عن مؤلفه لم ير ذلك لغيره.
– البحث عن الكتب النادرة واعتناؤه بها: كان له اعتناء كبير بالكتب قال عنه الشيخ عبد الحي الكتاني: ” وجدته نادرة من نوادر العصر في الاطلاع على نفائس الكتب وجمع التراجم “. يبرز ذلك جليا في رحلاته الحجازية إذ خصص جزءا وفيرا من وقته لزيارة مكتبات الحرمين والوقوف على النوادر وشراء الكتب ونسخها. وأوقف على مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة نسخة من شرح موطأ محمد بن الحسن الشيباني. كما أوقف كتبه على مكتبة جامع عقبة بالقيروان حشر إليها كثيرا من الدواوين الفقهية النادرة والتفاسير العظيمة من مختلف العلوم وتباين الفنون وصلت عدتها أزيد من ثلاثة آلاف مجلد، غالبها من كتبه التي حبسها على الجامع الأعظم المذكور والبعض الباقي من فضلاء المتبرعين.
ويمكن الرجوع لبحث دة. سلطانة الرويلي (أضواء على مكتبات المدينة المنورة في أواخر ق19 – دراسة لمكتبة عارف حكمت من خلال رحلة الجودي).
رحلاته:
– رحلاته الحجازية:
• سنة 1333/1913 وهي رحلته الأولى وكانت في إطار شخصي، إذ استأذن الوزارة بصفته مفتيا، وباع بعض الماشية والدواب للإعانة على تكاليف الرحلة واصطحب معه ابنه أحمد ذو الستة عشر سنة وقتها.
• 1334/1915- رأس الركب التونسي الشاذلي العقبي وكان الشيخ الجودي مفتيا له (محمد الخوجة صفحات من تاريخ تونس). وكلّف بإيصال الصرة المتحصلة من أوقاف الحرمين إلى الحجاز [يرجع في مسألة أوقاف الحرمين بتونس إلى كتاب (أوقاف الحرمين الشريفين بالبلاد التونسية زمن الاستعمار الفرنسي) للأستاذ التليلي العجيلي]
• 1335/1916. ولم يرد شيء عن مسودتها. لكن العلامة الصبيحي ذكر: “وسبق أن حج (الجودي) مرة أخرى قيّد فيها رحيله كما قيّد في هذه المرة أيضا ما يلحقه بتلك”.
– رحلته إلى دمشق والقدس الشريف.
– رحلاته إلى المغرب: زار المغرب في إطار جمعية أوقاف الحرمين، واغتنم فرصة وجوده بالمغرب فقام بزيارة فاس ومكناس ومراكش والرباط وسطات. وأخذ عن كبار علمائها سواء بالمشافهة والموافقة والمكاتبة إذ كلما كاتب عالما من علماء لمغرب من محققيها المشاهير وطلب منهم الإجازة إلا وأسرع في إجابته لما له من الشهرة هناك لما يسمعون عنه من علمائهم الذين اجتمعوا به هناك في المشرق وينقلونه إليهم من مباحثاته العلمية والتاريخية بحيث صار معلوما عند جميعهم كواحد من أهل وطنهم.
وفاته:
توفي رحمه الله في التاسع من ذي الحجة 1362هـ (6/12/1934م) عن سن تناهز أربعة وثمانين سنة.
مؤلفاته:
– تاريخ قضاة القيروان، مطبوع، بتحقيق أنس بن الشيخ محمد الهادي العلاني. بسط فيه الشيخ الجودي لمحة عن تاريخ القضاء بالقيروان ثم أدرج تراجم لمائة وثلاثة وثلاثين ممن تولوا القضاء بها، مرتبين تاريخيا، مع إبراز مكانتهم العلمية ومآثرهم في مجال القضاء. سلوك في ذلك مسلك الاختصار. نوّه الشيخ محمد شمام في تقديمه لـ(المؤنس في أخبار لإفريقية وتونس) لابن دينار بكتاب (تاريخ قضاة القيروان) إلا أنه تأسف لعدم ذكر صاحب المؤنس.
– مختصر قضاة القيروان: بعث به إلى الشيخ محمد الطاهر بن عاشور بتونس.
– مورد الظمآن بأخبار المتأخرين من علماء وصلحاء القيروان ذيّل به كتاب (تكميل الصلحاء والأعيان) للكناني وهو ذيل على كتاب (معالم الإيمان).
– رحلته الحجازية: طبعت بتحقيق الأستاذ المهدي عيد الرواضية استجابة لرغبة الدكتور إبراهيم شبوح عن نسخة وصلت إليه من يد ابن المؤلف السيد المكي بن محمد الجودي. قبل ذلك قدم لها ونشر فصولا منها علامة الجزيرة الرحالة حمد الجاسر رحمه الله في مجلته (العرب) عبر الأعداد الستة للسنة السادسة عشر من المجلة 1401هـ 1981م. بعد أن أمده بنسخة مصورة منها الدكتور إبراهيم شبوح. وقد عانى مع خطها المغربي الذي ربما استغلق عليه: ” يظهر أن المؤلف عاجلته المنية قبل نقل رحلته من المسودة، ولهذا وقع فيها كثير من الإضافات في الهوامش، مع عدم وضوح كثير في الكلمات مما يدل على أنه كان يكتب لنفسه، لا ليقرأه غيره”.
– كناشة فهرسية: عبارة عن دفتر جمع فيه شهادات خمس وعشرين من شيوخه بالجامع الأعظم، وأربع وعشرين إجازة من شيوخ لقيهم في رحلاته أو ببلدته. وطبع الدفتر ملحقا برحلته الحجازية.
– فتاواه: ذكر العنابي أن للشيخ الجودي فتاوى كثيرة. لكنه لم يشر إلى محلها وهل جمعت كلها أو بعضها في كتاب أو نشر البعض منها في صحيفة أو بث بعضها في كتاب.
صلاته المغربية:
في حجته الأولى صادف وجود الشيخ الجودي بمكة قدوم السلطان المولى عبد الحفيظ للحج وكان قد تنازل عن الملك. ولقي جمعا من المغاربة حجاجا ومجاورين علماء ومتصوفة. منهم العلامة مولاي عبد الرحمن بن زيدان والعلامة محمد بن جعفر الكتاني وولداه محمد الزمزمي ومحمد المكي ومحمد بن مسعود الدباغ وغيرهم. وكان للعلامة المسند عمر حمدان المحرسي التونسي لشبكة علاقاته مع علماء المغرب والمشرق دور كبير في تسهيل تلك الصلات. وقد دوّن العلامة الجودي تفاصيل لقاءاته في رحلته:
– ” وفي يوم الجمعة سابع محرم اجتمعت بأفاضل من أهل فاس منهم السيد عبد الرحمن بن زيدان نقيب السادات الأشراف العلوية بمكناس.. ومنهم السيد المكي بن إبراهيم الوزاني، من ذرية مولاي التهامي، وهو إنسان خير صالح، صاحب مكاشفات وله في طريق القوم نصيب وافرة ومنهم ولده السيد محمد، ومنهم السيد عبد الكبير بن مولاي الماحي الصقلي الحسيني.”
– “.. وحضر بمجلسه جماعة من الفضلاء منهم الشيخ سيدي محمد الزمزمي والشيخ سيدي محمد المكي ابني العلامة سيدي محمد بن جعفر الكتاني الفاسي العالم الشهير الذي اجتمعنا به أمس”.
– “.. وحضر بمجلسه أيضا الشيخ محمد بن أحمد أصله من السوس الأقصى، المكناسي دارا ومنشأ، وهو مدرس بمكناس فوجدناه عالما نبيلا مستحضرا لمسائل المختصر الخليلي، يستدل على ذلك بمتن المختصر وهو رجل ذو تواضع وكالات”.
– “.. وتوجهنا ما عدا الشيخ محمد البيضاوي لدار مولانا العلامة محمد بن جعفر الكتاني، وسألته الإجازة فأجاز لي”.
– “.. اجتمعت بالعالم سيدي عبد القادر ابن الحاج سالم البردعي الفاسي، جاء هو ووالده مهاجرين.. وهو رجل عالم مستحضر لمسائل المختصر الخليلي، وهو الذي عارض الشيخ الكتاني في مسألة السلس المتقدمة الذكر”.
– “.. وحضر معنا السيد محمد البقالي، المغربي الأصل، المجاور بالمدينة، وهو من المنشدين أيضا”.
– “وممن اجتمعت به السيد الحاج مولاي، أصله مغربي، وقرأ معنا بتونس على العلامة المفتي سيدي حسين بن حسين، قدم هاته الأيام للمدينة بقصد المجاورة، وسكن بمدرسة أنشأها الحاج عبد الرحمن المغربي”.
– ومن المجاورين بالمدينة “السيد محمد علي بن العالم سيدي بلقاسم الدباغ، من ذرية الولي الصالح سيدي عبد العزيز الدباغ”.
وسنحت الظروف لمفتي القيروان العلامة محمد الجودي لزيارة المغرب عدة مرات، واغتنم الفرصة لزيارة فاس ومكناس ومراكش والرباط وسطات. وأخذ عن علماء المغرب سواء بالمشافهة والموافقة والمكاتبة. إذ كلما كاتب عالما من علماء المغرب من محققيها المشاهير وطلب منهم الإجازة إلا وأسرع في إجابته لما له من الشهرة هناك لما يسمعون عنه من علمائهم الذين اجتمعوا به هناك في المشرق وينقلونه إليهم من مباحثاته العلمية والتاريخية بحيث صار معلوما عند جميعهم كواحد من أهل وطنهم. ومنهم:
1- أحمد الصبيحي السلوي:
كانا رفقة في حجة الجودي الثالثة، وجرت بينهما مذاكرات. ووصفه بقوله: ” مفتي المالكية بالقيروان العزيز النظير في هذا الزمان”.
“جرت المذاكرة بالباخرة يوم الثلاثاء سادس وعشرين منه، بيني وبين سيادة مفتي المالكية بالقيروان، العزيز النظير في هذا الأوان”.
وعند وداعه حين وصولهما تونس عائدين من الحجاز: ” حبيبنا مفتي القيروان ولقد عز علينا فراقه لعزة أمثاله، فقد أنسنا به. وشاهدنا من لطفه ووداعة أخلاقه وعلمه أيضا شيئا كثيرا.. وله ولع بالتقييد”.
2- عبد الحفيظ الفاسي:
لقيه برباط الفتح حين قدم في إطار جمعية أحباس الحرمين ربيع الثاني عام 1343هـ فتدبجا. وحلاه بقوله: ” العلامة الفقيه المؤرخ الراوية.. عالم مشارك في كثير من العلوم العقلية والنقلية، متمكن من العلوم الفقهية، متضلع في علم التاريخ، معتن بالرواية والإسناد، والبحث عن الكتب النادرة حتى جمع منها قدرا لا يستهان به”.
وقد استدعى الجودي لعبد الحفيظ الفاسي الإجازة من شيخه أبي عبد الله محمد العلاني. ” أجازني عامة بواسطة صديقنا الشيخ محمد الجودي مفتي القيروان في ربيع الثاني عام ثلاثة وأربعين [1343هـ]”.
3- محمد بن الحسن الحجوي:
” اجتمعت به مرارا في مؤتمر الحرمين الشريفين، وتبادلنا الاستفادة بتونس والمغرب، وهو ممن طلب مني الإجازت فأجزته كتابة”.
4- أحمد بن العياشي سكيرج:
لقيه في إطار أعمال الجمعية، وجمعتها رحلة 1916 الحجازية. ومما قاله فيه: “العلامة الفاضل مفتي القيروان.. رجل ذو صدر سليم، وفهم قويم، وعلم واسع، وتضلع في الفنون وتطلع على السر، يحب أهل الله وينتسب إلى حضرتهم ويتبرك بذكر أسمائهم، وله مشرب خاص من علوم القوم، مع حسن مذاكرة وجميل محاضرة، ولوع بالبحث عن المعارف والأسرار”.
وقد ألمّ بسكيرج في مكة مرض فكان الجودي كثير العيادة والسؤال عنه ” وقد تعهدني في محلي مجادة الأفاضل مفتي القيروان الشيخ محمد بن صالح الجودي.
“التقيت به مرات في تونس وزارني أيضا ببيتي بمدينة سطات، وتدبجت معه في مختلف الأسانيد العلمية، وفي كافة شيوخه، والحق أنه بمثابة روض تآلفت أزهاره، وغردت بالبلاغة أطياره، فهو وحيد دهره ذكاء وفطنة ومعرفة وإيقانا، وحفظا وفهما وإتقانا. خصوصا في مادة التاريخ، وهو القاسم بيني وبينه، نظرا لاهتمامنا المتواصل معا بالتراجم العلمية والأدبية وغيرها”.
” وممن أجازنا ولحسن ظنه استجازنا، فحصل التتويج بين جانبنا وجانبه بهذا التدبيج، علم الأعلام بين الأعيان مفتي القيروان.. ولنا معه مودة برابطة قلبية”.
وفي (الخليل المؤنس) قصيدتان مدح بهما سكيرج الشيخ الجودي. دالية مطلعها:
هل بعد عهدك تخلف الميعادا
حاشا وكلا أن تكون معادى
ونونية، ومطلعها:
أرى قلبي ثوى في القيروان
وها أنا دون قلب في مكان
5- عبد الحي الكتاني:
كناه بـ (شمس الدين) ووصفه بـ”صديقنا مفتي القيروان الفقيه المؤرخ المسند الراوية الجماع للكتب”. و”مؤرخ القيروان العامرة وموثقها ونقابتها وجامع أ خبارها ومفتيها العالم الفاضل المدرس النحرير … لقيت منه فردا كاملا وقلبا صافيا وافيا ووجدته نادرة من نوادر العصر في الاطلاع على نفائس الكتب وجمع التراجم”.
6- مولاي عبد الرحمن بن زيدان:
“مفتي القيروان وعالمها الرئيس، واسطة عقده وأفاضل علمائها النفيس، الآخذ بما وهب من محاسن الشيم ومكارم الأخلاق بلب اللباب مني في صدوره ووروده، جامع أشتات الفضائل والفواضل والمحامد والمكارم”. لقيه بالقيروان في جمادى الثانية من سنة 1332.
وعن لقائهما بالحجاز أورد الجودي في رحلته: “وفيه أطلعني العلامة الشيخ سيدي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد الملك بن زيدان بن إسماعيل السجلماسي العلوي على قصائده في الحضرة النبوية، وما قرضه علماء وقته به، وعلى تأليف له في الرد على من عاب الشعر في مدح النبي (ص).. كما أطلعني على إجازات بعض الفضلاء من أهل المغرب وبمكة المكرمة “.
7- المامون البلغيثي:
لقيه بالقيروان واستجازه الجودي، فحلاه في مطلع الإجازة بقوله: “.. الشيخ العلامة الوجيه.. العامل على نصح العباد بإخلاص خالص من التمويه. محب العلم والمغتبط به المثابر على النفع بأقوى سبب، الباذل في ذلك كل نفيس، البالغ من كرم النفس ما دل على أنه المجد ذو قدم رسيس”.
8- أبو القاسم محمد بن مسعود الدباغ الإدريسي الحسني الفاسي ثم المدني:
لقيه أول الأمر بالمدينة المنورة، ثم بالقيروان. ومما قال فيه: “العلامة الهمام، المشهور فضله بين الأنام، سليل الأفاضل والعلماء الأعلام”.
9- محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني:
لقيه كما ورد سابقا في مدينة الرسول (ص)، فاستجازه الجودي فأجاب. قال فيه: “الفقيه الفاضل الهمام الكامل محمد بن سيدي الشيخ صالح الجودي القيرواني، أسعده الله بالأماني”.
تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض

