دينبريس
فما هي أبرز محطات تاريخ النزاع حول هذا الملف الإقليمي الشائك؟
المسيرة الخضراء
في 6 نونبر من سنة 1975، لبى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله للتوجه في “مسيرة خضراء” نحو الصحراء، لتأكيد “انتمائها” للمملكة.
وفي 14 من نفس الشهر وقع اتفاق في مدريد ينهي استعمار إسبانيا للصحراء المغربية، على أن يسترجع المغرب شمال ووسط المنطقة بينما يعود جنوبها لموريتانيا.
حرب
في 27 فبراير 1976 أعلنت جبهة البوليساريو(الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) قيام “الجمهورية العربية الصحراوية” الوهمية ، وكان ذلك إثر انسحاب آخر الجنود الإسبان وبعد ثلاث سنوات من تأسيس هذه الجبهة مدعومة من الجزائر.
في 5 غشت 1979، تخلت موريتانيا عن المنطقة التي كانت تسيطر عليها بتوقيعها اتفاق سلام مع جبهة البوليساريو لتبادر القوات المغربية بالسيطرة عليها.
ابتداء من 1980 مالت كفة الحرب لصالح المغرب بفضل إستراتيجية “الجدران” الدفاعية لصد هجمات جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وليبيا.
وفي 12 نوفمبر 1984 انسحب المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا) بعدما ضمت في عضويتها “الجمهورية العربية الصحراوية”الوهمية.
في 16 سبتمبر 1991 دخل اتفاق إطلاق النار حيز التنفيذبعد 16 سنة من الحرب، وينضوي هذا الاتفاق تحت مراقبة بعثة للأمم المتحدة (مينورسو).
وفي 2002 اعتبر العاهل المغربي الملك محمد السادس أن أي مشروع استفتاء من هذا النوع “متجاوز” و”غير قابل للتطبيق”.
في يوليوز 2003 أكدت الأمم المتحدة دعم مخطط وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر الذي ينص على تنظيم استفتاء بعد خمس سنوات من الحكم الذاتي، لكن الرباط رفضته.
في 11 أبريل 2007 قدمت الرباط للأمم المتحدة مخططا ينص على “حكم ذاتي موسع” تحت السيادة المغربية، رفضته جبهة البوليساريو بتحريض من جنرالات الجزائر مؤكدة على مطالبتها باحترام “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.
وفي مارس 2012 انتهت تاسع جولات الاجتماعات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو في مانهست الأمريكية إلى نفق مسدود، وباتت المفاوضات، التي ترعاها الأمم المتحدة بين الطرفين منذ 2007، معلقة منذ ذلك الحين في ظل تشبث كليهما بمواقفه.
توترات بين الأمم المتحدة والمغرب
في 8مارس 2016 اتهمت الحكومة المغربية الأمين العام للأمم المتحدة حينها بان كي مون بـ”الوقوع في انزلاقات” خلال زيارته مطلع نفس الشهر مخيما للاجئين الصحراويين في الجزائر. وأدان وزير الخارجية المغربي أنذاك استخدام كلمة “احتلال” من طرف الأمين العام الأممي لوصف الوضع في الصحراء المغربية.
وفي 13 مارس تظاهر مئات الآلاف بالرباط احتجاجا على “عدم حياد” بان كي مون في معالجته لهذا الملف.
المغرب يعود للاتحاد الأفريقي
في 30 يناير وافق الاتحاد الأفريقي على طلب المغرب العودة لعضوية هذه المنظمة بعد 30 عاما على انسحابه منها. وأججت هذه العودة صراعا قويا للتأثير في أروقة المنظمة الأفريقية حول قضية الصحراء المغربية.
محادثات تحت رعاية الأمم المتحدة
في 6 مارس 2017 قدم المبعوث الأممي كريستوفر روس استقالته بعد ثماني سنوات قضاها في محاولة إيجاد حل لهذا النزاع، وغالبا ما مرت العلاقات بين روس والرباط بفترات توتر، إذ انتقد المغرب بحدة ما اعتبره انحيازا من السفير الأمريكي السابق في الجزائر ودمشق لصالح جبهة البوليساريو.
وفي 16 غشت عين الرئيس الألماني السابق هورست كولر مبعوثا أمميا جديدا ،وقام بعد ذلك بزيارة الرباط والجزائر وكذلك تندوف الواقعة في الغرب الجزائري حيث يوجد مقر “الجمهورية العربية الصحراوية” الوهمية.
وفي 27 أبريل 2018 مدد مجلس الأمن الدولي مهمة بعثة قوات القبعات الزرق الأممية في الصحراء المغربية لمدة 6 أشهر فقط تحت ضغط الولايات المتحدة التي اعتبرت أن تقليص مدة هذه الولاية سيدفع أطراف النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي 10 ديسمبر من السنة الماضية 2020، أقرت الولايات المتحدة الأمريكية ، في إعلان رئاسي، باعترافها الرسمي بسيادة المملكة الكاملة والتامة على الصحراء.
حيث جرى توزيع نص الإعلان، الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب، بعد ذلك على الدول الـ193 الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، كوثيقة رسمية لمجلس الأمن.
وفي الرسالة التي بعثت بهذه المناسبة إلى رئيس مجلس الأمن، وأرسلت نسخة منها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ذكرت الولايات المتحدة بأن المقترح المغربي للحكم الذاتي هو “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم” للنزاع حول الصحراء.
وجاء في الإعلان الذي نشرته الأمم المتحدة بصفة رسمية ضمن وثائقها أن “الولايات المتحدة تؤكد، كما أعلنت ذلك الإدارات السابقة، دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول إقليم الصحراء الغربية”.
وأكد الرئيس الأمريكي السابق أن بلاده تعتقد أن “قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=15282