ازيلال – حاتم العناية
كعادتها كل سنة كانت الطريقة البصيرية موفقة هذه السنة ايضا في اختيار موضوع ندوتها العلمية العالمية تحت شعار: ” التشريع الرباني وقضايا المرأة في ضوء التحديات المعاصرة “.
بعد ان تطرقت في العام الماضي لموضوع: ” أهل التصوف والإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب”، وبقي كما قال الشيخ مولاي اسماعيل بصير في كلمته الافتتاحية التوجيهية: “أن نتمم الكلام بمناقشة موضوع المرأة باعتبارها أساس الأسرة ولبنتها الأولى، وأقوى وأهم حصن يقي المجتمع أي سوء قد يطوف بها أو يتسرب إليها، خاصة أنها المصدر الأول لتربية الأطفال’.
كما أكد أن المضي قدما في هذا الموضوع راجع لان صاحب الجلالة الملك محمد السادس خص المرأة المغربية بالحيز الكبير من خطاب العرش للعام الماضي، وأمر جلالته بضرورة النهوض بوضعية المرأة والأسرة، وشدد على مشاركتها الكاملة في كل المجالات، وفسح آفاق الارتقاء أمامها، وإعطائها المكانة التي تستحقها، وكامل حقوقها القانونية والشرعية، وشدد جلالته على ضرورة التزام الجميع بالتطبيق الصحيح والكامل لمقتضيات مدونة الأسرة، وتجاوز الاختلالات والسلبيات التي أبانت عنها التجربة، ومراجعة بعض البنود التي تم الانحراف بها عن أهدافها في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي، مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية،كما قال جلالة الملك حفظه الله.
وزاد من أهمية التذاكر حول هذا الموضوع، كما أكد على ذلك الشيخ كثرة اللغط في هذه الأيام من قبل فئة قليلة في المجتمع، تتضمن بعض الكتاب والباحثين من الحقوقيين والمؤثرين المغرضين وغيرهم، الذين يسعون بكل ما أوتوا لإلزام الفئة العظمى من المجتمع بوجهة نظرهم في مسائل بعينها لتضمينها في المدونة الجديدة، باسم الانتصار للمرأة والدفاع عنها بانتقاد أحكام التشريع الرباني، والترويج بأنه بخس حقوق المرأة ولم ينصفها فيما قرر لها من حقوق وألزمها به من واجبات، ويؤازرهم في ذلك أعداء الدين الذين يراهنون على موضوع المرأة لفرض التربية المطلوبة، وإحلالها محل التربية الإسلامية بقصد بلوغ أهدافهم المسمومة المرسومة في مختلف المجتمعات الإسلامية، وكأن هؤلاء سيكونون ألطف وأرحم وأعطف على المرأة من خالقها أرحم الراحمين، وصدق الله العظيم إذ يقول: “يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم”.
ولهؤلاء يوجه الشيخ كلامه قائلا :”بأن المملكة المغربية الشريفة بلد مسلم، وأن دين الإسلام هو دين الدولة الرسمي بحكم الدستور، وأن مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله قال في خطاباته المؤطرة لتعديل مدونة الأسرة سنة 2004م وسنة 2022م: ” بصفتي أميرا للمؤمنين لا أحل حراما ولا أحرم حلالا”، وفي هذه الجملة المختصرة ما فيها من حمولة مرجعية، فبدل أن يقوم هؤلاء باتهام التشريع الرباني بالتعسف والظلم في حق المرأة، كان عليهم اتهام أنفسهم بالجهل وسوء الإدراك..”
كما تعرض الشيخ مولاي اسماعيل بصير لمؤسسة الزواج ذات القدسية التي أصبح يتقلص شأنها بين الشباب، حيث أصبحت رابطة الصداقة بين الذكر والأنثى هي البديل في الجيل الجديد، وهو ما أصبح يصطلح عليه بالعلاقات الرضائية التي يطالب البعض برفع التجريم عنها، بل إن العلاقة بين الذكر والذكر والأنثى بالأنثى هي التي أصبحت بديلا، وهي التي أصبح يروج لها للأسف الشديد.
لكل هذه الأسباب بقول الشيخ انه اصبح واجبا على الجميع وكل من لديه غيرة على التشريع الرباني، وبخاصة أهل العلم ومن في حكمهم تناول قضايا المرأة بالإيضاح والبيان والمناقشة المنطقية المبنية على الإقناع بالأدلة والبراهين، حتى تزول كل الإشكالات التي يطرحها الموضوع،.
وفي ختام كلمته اغتنم الشيخ مولاي اسماعيل بصير فرصة احتفال المغاربة بذكرى عيد العرش المجيد لهذه السنة ليرفع إلى مقام مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أخلص عبارات الطاعة والولاء وأصدق مشاعر المحبة والإخلاص والوفاء متمنيا لجلالته دوام الحفظ والنصر والتأييد.
Source : https://dinpresse.net/?p=20359