رغم تلقيه دعما من أحزاب استقلالية كاتالونية وحزب يساري، رحلّت إسبانيا رجلا مغربيا تعتبره “مرجعا رئيسيا للسلفية الأكثر تشددا”. بينما يقدم الرجل نفسه كـ”ناشط اجتماعي” ومناهض للعنصرية، ويرأس جمعية للدفاع عن حقوق المسلمين.
أعلنت الشرطة الإسبانية يوم 19 نوفمبر 2022 أنّها رحّلت المغربي محمد سعيد البدوي إلى بلده بتهمة أنّه “أحد أبرز مراجع السلفية الأكثر تشدّداً” في إسبانيا.
وقد تم ترحيل البدوي، البالغ من العمر 40 عاماً، إلى بلده بعدما قضى أسابيع عدّة موقوفاً في مركز لاحتجاز الأجانب في برشلونة (شمال شرق)، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.
وكانت محكمة إسبانية عليا أجازت في نهاية أكتوبرترحيله بسبب “مشاركته في أنشطة تهدّد الأمن القومي والنظام العام”.
وقالت المحكمة يومها إنّ الشرطة الإسبانية تعتبر المتّهم “أحد المراجع الرئيسية في إسبانيا للسلفية الأكثر تشدّداً التي يدعو إليها، وله تأثير أدّى إلى زيادة التطرّف في منطقة تاراغونا” في كاتالونيا “منذ مجيئه” إليها. وتتّهمه الشرطة الإسبانية أيضاً “باستغلال… هشاشة قصّر غير مصحوبين بذويهم أغلبهم من أصل مغربي” من أجل “تلقينهم مبادئ السلفية الأكثر تشدّداً” من خلال “نشر أفكار متطرّفة مؤيدة للجهاديين”، وفق المحكمة.
ومحمد سعيد البدوي شخصية عامة في منطقته، إذ إنّه يرأس جمعية الدفاع عن حقوق الجالية المسلمة (أديدكوم) ومقرّها الرئيسي في مدينة ريوس، كما يقدّم نفسه على أنّه “ناشط اجتماعي” ومناهض للعنصرية.
واستقرّ البدوي في كاتالونيا قبل نحو 30 عاماً وقد رفض التّهم الموجهة إليه منذ تلقّيه أول إخطار بترحيله في أغسطس. ولقي دعماً علنياً من أبرز الأحزاب الاستقلالية الكاتالونية وكذلك من الفرع الكاتالوني لحزب بوديموس اليساري العضو في الحكومة الإسبانية التي يقودها الاشتراكي بيدرو سانشيز.
واتهمت هذه الأحزاب في بيان مشترك الشرطة “بترحيله من خلال رميه بتطرف ديني مزعوم وبالأصولية المتشددة بدون الإدلاء بأدلة”، ونظمت تظاهرات في مدريد وبرشلونة للتنديد بترحيله.
يذكر أن المحكمة العليا كانت قد أعلنت في أكتوبر الماضي منحها الضوء الأخضر لطرد مغربي آخر هو عمروش أزبير المسؤول عن مسجد الفرقان في فيلانوفا إي لا غيلترو في كاتالونيا. وكان قد اعتقل قبل ذلك بأيام بالتهم نفسها الموجهة إلى محمد سعيد البدوي.
(ا ف ب)
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19171