أحمد جاويد / کابل ــ أفغانستان
ذکر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية لطالبان “حافظ ضيا أحمد تکل ” في صفحته على تويتر أن “حسن کاظمي القمي”، الممثل الخاص لرئيس الجمهورية الإيرانية والسفير الجديد المقرر في کابل، التقى “أمير خان متقي” وزير الخارجية الأفغانية ونائب رئيس الوزراء عبد الغني برادر.
وأبدى السفير الإيراني عن رغبة واستعداد حکومته في إقامة صداقة وطيدة وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين والمساهمة الجادة عن طريق الإستثمارات المالية والبرامج الاقتصادية لإعادة البنية التحتية لأفغانستان في القطاعات المختلفة کالمعادن، الطاقة والسکک الحديدية.
وإلى جانب ذلک تباحث الجانبان مواضيع مختلفة منها الإفراج عن السجناء الأفغان المحتجزين في إيران، وتقديم السهولات الکافية للأسر الأفغانية المقيمة هناک.
وللذکر تم عزل السفير الإيراني السابق “بهادر امينيان” بسبب افشائه تصريحات معادية لطالبان، اذ اعتبرت تدخلا صريحا في الشوٴون الداخلية لأفغانستان، وتعيين “حسن کاظمي القمي” کسفير جديد لها في کابل .
وکانت إيران أبدت تأسفها وقلقها من قبل إزاء قرار طالبان بمنع الفتيات من استئناف تعليمهن العالي، وکان سيد رسول الموسوي نائب وزير الخارجية قد استدعى المسوٴول في السفارة الأفغانية في طهران للتباحث في هذا القرار، کما أعلن عن استعداد حکومته للإسهام بتقديم الدروس للفتيات عن طريق أون لاين أو بالاستفادة من الإمکانات والجامعات المتوفرة لديها.
و لکن إلی أي حد سيصمد هذا التقارب والتعاون الذي کانت تنتظره طالبان وهو علی أية حال سيکون تقوية لها واعترافا ضمنيا بها. فإيران ولا شک قدمت مساعدات للحرکة في فترة مقاومتها للإحتلال ليس اعتقادا منها بصحة طالبان ولکن لأجل المصلحة و هي إنزاف العدو المشترک أمريکا. ولم تکن تتوقع أن يسيطر ھٶلاء علی القدرة في کابل. وحتی قريبا کانت إيران تتظاهر بالدعوة إلی إيجاد حکومة شمولية تضم جميع الأطراف.
وها هي طالبان لا تزال تسير في اتجاه معاکس لضغوط القوی الدولية. ففرص التقارب الديبلوماسي والإقتصادي بين البلدين مطروحة الآن لتقارب مواقفهما السياسية. فهل ستحقق طالبان التفوق لنفسها ولإيران التي کانت تطمع وتبحث عن معبر تجاري عبر أفغانستان إلی جمهوريات أسيا الوسطی. هل سيقابل الغرب هذا التقارب والاتفاق الفريد من نوعه بالرحب والسعة. من سيربح الحرب الباردة في هذه البقعة من العالم.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19320