11 أبريل 2025 / 20:21

الزعيم الروحي للأرثوذكس يحصد جائزة تمبلتون

أعلنت مؤسسة تمبلتون (Templeton) عن منح جائزتها السنوية لسنة 2025 للبطريرك المسكوني برثلماوس (Bartholomew )، الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي، تكريما لمسيرته الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في الدفاع عن البيئة والدعوة إلى فهم روحي عميق لمسؤولية الإنسان تجاه الأرض.

و جعل برثلماوس، منذ انتخابه سنة 1991 بطريركا مسكونيا، من حماية البيئة محورا لرسالته الدينية، مؤسسا لمفهوم “الخطيئة البيئية” ومعتبرا أن تدمير الطبيعة فعل أخلاقي يستوجب التوبة، كما نظم أول اجتماع بيئي كنسي في جزيرة كريت بعد شهر واحد فقط من تنصيبه، وعقد خمس قمم دولية ما بين 2012 و2022، شارك فيها علماء وصحفيون ولاهوتيون من مختلف أنحاء العالم.

وقد استحدث أيضا منظمة “الدين، العلم، والبيئة”، التي نظمت ثمانية ملتقيات كبرى بين عامي 1995 و2009، بالشراكة مع المفوضية الأوروبية والأمم المتحدة، ركزت جميعها على قضايا المياه والتغير المناخي.

وفي عام 1997، أعلن برثلماوس رسميا أن ممارسات مثل التلوث وإزالة الغابات تغيب البعد الأخلاقي وتندرج ضمن ما وصفه بـ”الخطايا البيئية”.

ودعا إلى ما وصفه بـ”التحول الأخلاقي” أو metanoia، كضرورة دينية لمواجهة النزعة الاستهلاكية والجشع المادي، معتبرا أن العلم وحده لا يكفي لحماية الكوكب دون قيم روحية مرافقة.

ويُعد البطريرك برثلماوس البالغ من العمر 85 عاما من أبرز الوجوه الدينية العالمية في مجال حماية البيئة، وقد نال عدة أوسمة دولية، منها وسام الكونغرس الأمريكي (1997)، جائزة صوفي النرويجية (2002)، جائزة أبطال الأرض من الأمم المتحدة (2004)، كما أُدرج ضمن قائمة Time لأكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم سنة 2008، وتوج بجائزة الكرامة الإنسانية من اللجنة اليهودية الأمريكية سنة 2021.

وحاز على الدكتوراه الفخرية من جامعة نوتردام عام 2021، وألقى خطابات أمام البرلمان الأوروبي ومنتدى دافوس الاقتصادي.

بفوزه بجائزة تمبلتون، التي تعد من أضخم الجوائز الفردية في العالم بقيمة تقارب 1.3 مليون دولار، ينضم برثلماوس إلى نخبة من الشخصيات التي أثرت في الضمير الإنساني المعاصر، من بينها الأم تيريزا (1973)، الدالاي لاما (2012)، ديزموند توتو (2013)، وجين غودال (2021).