نظمت الزاوية الريسونية أخيرا بمدينة شفشاون ندوة فكرية وطنية خُصصت لتسليط الضوء على أدوار إمارة المؤمنين في تحصين الأمة المغربية، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة لملتقى مجمع المنتسبين للصالحين، والذي ينعقد تحت شعار الآية الكريمة: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾، بمشاركة وفود علمية وصوفية من داخل المملكة وخارجها، وتزامنا مع الاحتفالات الوطنية بذكرى عيد العرش المجيد.
وسعت الندوة إلى إبراز خصوصية مؤسسة إمارة المؤمنين باعتبارها الضامن لوحدة الأمة واستقرارها، وركيزة التدين الوسطي الذي تميز به المغرب عبر العصور.
وقد ناقش المشاركون الأبعاد الدينية والتاريخية والسياسية التي تجعل من هذه المؤسسة إطارا جامعا للمرجعية العقدية والفقهية للمغاربة، ومصدرا للتماسك الروحي والاجتماعي في ظل التحديات المعاصرة.
وشهد اللقاء تكريم الأستاذ عبد السلام فيغو أحد الوجوه العلمية الوطنية تقديرا لعطائه في مجالات الفقه والفكر القانوني، كما شكل مناسبة لاستحضار أدوار الزوايا الصوفية المغربية في خدمة الدين والوطن، لا سيما في لحظات مقاومة الاستعمار والتفافها الدائم حول إمارة المؤمنين.
كما عرفت الندوة إبراز الدور الذي تضطلع به الزوايا في تعزيز الأمن الروحي للمجتمع، من خلال نشر قيم التسامح والتراحم، وتثبيت الثوابت الوطنية القائمة على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.
واختتمت هذه الدورة أمس السبت بمقر الزاوية الريسونية، وسط حضور وازن من العلماء وحفظة القرآن الكريم وممثلي الطرق والزوايا، فضلا عن وفود الأشراف من الحجاز، ومن سبتة ومليلية والصحراء المغربية، إلى جانب مغاربة العالم ومسلمي الأندلس وممثلين عن المجتمع المدني.
واختيرت مدينة شفشاون لاحتضان هذه التظاهرة لما تحمله من رمزية صوفية راسخة، حيث تُعد مهد الطريقة الشاذلية ومركز انطلاق دعوة الإمام الشاذلي نحو المشرق، كما تحتضن الزاوية الريسونية الأقدم في المدينة، والتي تضم ضريح الأميرة السيدة الحرة، وتعود أصولها العلمية إلى الشيخ عبد الله الغزواني، والتنظيمية إلى الشريف المجاهد سيدي الحسن بن محمد ابن ريسون.
وتضمن برنامج الملتقى عدة فقرات روحية وعلمية، منها إخراج السلك القرآنية، ومجالس الصلاة على النبي ﷺ، وذكر اسم الله “اللطيف”، إضافة إلى ندوات علمية ودعاء جماعي لأمير المؤمنين الملك محمد السادس.
ــــــــــــ
الصورة من موقع الزاوية