“الروكي” يتحدث عن العلماء ورسالة الإصلاح

دينبريس
دراسات وبحوث
دينبريس2 ديسمبر 2024آخر تحديث : الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 7:51 مساءً
“الروكي” يتحدث عن العلماء ورسالة الإصلاح

تناولت مداخلة الأستاذ محمد الروكي، عضو المجلس العلمي الأعلى، خلال ندوة “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”، التي نظمها المجلس نهاية الاسبوع الماضي، الأبعاد العميقة لرسالة الإصلاح التي يقوم بها العلماء باعتبارها امتدادًا لميراث النبوة.

وانطلق الروكي، في مداخلته تحت عنوان “الإصلاح رسالة العلماء المستأنفة من ميراث النبوة.. نظرات في المنهج والسنن والمراتب”، من مقاصد الخلق، حيث أوضح أن الله تعالى خلق الإنس والجن لتحقيق غاية سامية هي العبادة، بمعناها الشامل الذي يُوجِب أن يكون البشر عبادًا لله وحده، خاضعين لحكمه وشريعته، كما ورد في قوله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”.

وأكد أن الأنبياء أُرسلوا لتوجيه الناس إلى هذه الغاية عبر التعليم، التبليغ، والإصلاح، مبرزين أن دورهم كان تأسيسيًا لتصحيح العلاقة بين البشر وخالقهم من خلال العقائد والشرائع.

وذكر الروكي استنادًا إلى القرآن الكريم نماذج من دعوات الأنبياء، التي جعلت الإصلاح محور رسالاتهم، كما يتضح في قول النبي شعيب: “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت”.

وعقب ختم الرسالة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، انتقلت مسؤولية الإصلاح إلى العلماء الربانيين، الذين وُصفوا بأنهم ورثة الأنبياء، مشيرا إلى الحديث النبوي الشريف: “العلماء ورثة الأنبياء”، ليبرز دور العلماء في حمل شعلة النور التي تضيء ظلمات الجهل، عبر تبليغ تعاليم الدين وتعزيز قيم الخير والصلاح.

وتناول الأستاذ الروكي منهج الإصلاح كجزء رئيسي من رسالة العلماء، مستعرضًا الأساليب التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة والإصلاح، وتشمل هذه الأساليب: الحكمة والموعظة الحسنة، القدوة الصالحة، مخاطبة الناس على قدر عقولهم، والترغيب والترهيب، كوسائل فعالة لنشر الخير ودعوة الناس إلى الحق.

أما في الحديث عن السنن الربانية التي تحكم الإصلاح، فقد أكد على ضرورة التزام القوانين الكونية التي أقرها الشرع، مثل التدرج في الإصلاح، مراعاة الواقع، وتقديم الأيسر على الأثقل، بما يضمن استدامة التغيير وتحقيق النتائج المرجوة، مستشهدا بقوله تعالى: “ولن تجد لسنة الله تبديلا”، ليؤكد أهمية احترام هذه السنن في العمل الإصلاحي.

وفي محور “المراتب”، شدد على ترتيب الأولويات في الإصلاح، بدءًا من الضروريات التي لا غنى عنها، ثم الحاجيات والتحسينيات، فالتدرج في معالجة القضايا الدينية والاجتماعية والاقتصادية يُعَدّ من الأسس الراسخة لتحقيق الإصلاح المتوازن والشامل.

اختتم الروكي حديثه بتسليط الضوء على مكانة العلماء باعتبارهم المسؤولين عن تبليغ إرث النبوة وإشاعة قيم الخير والاستقامة في المجتمع.

ورأى أن هذه المسؤولية الجسيمة تتطلب من العلماء التزامًا أخلاقيًا وعلميًا في أداء رسالتهم، مسترشدين بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالعلماء يحملون رسالة إصلاحية تمتد لتشمل جميع مناحي الحياة، بهدف بناء مجتمع يتسم بالعدل والصلاح، ملتزمًا بهدي الله وسنن رسله.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.