قال اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت إن هناك تآمر على اللغة العربية من طرف المستعمر وخدام أجندته بالداخل، معتبرا في ندوة جهوية بسوس ماسة تحت عنوان: “جهود السوسيين في خدمة اللغة العربية وعلومها” نظمتها المجالس العلمية بتعاون مع كلية الشريعة بأيت ملول يومه الجمعة والسبت 15 و16 نونبر 2019، أن سلاحهم في هذه الحملة هو إبعاد أهل الإسلام عن لغتهم بخلق هوة وفجوة بينهم وبين دينهم ولغته، والعمل على ترسيخ فكرة قصور اللغة العربية، والدعوة إلى تطعيمها بالعامية، أو على الاستغناء نهائيا عن اللغة العربية واستبدالها بلغة أجنبية.
وأوضح الدكتور اليزيد الراضي في المداخلة الافتتاحية بعنوان: “أهمية اللغة العربية”، ألقاها نيابة عنه الدكتور المهدي السعيدي، أن اللغة مقوم تحضر وتماسك اجتماعي، فهي ليست فقط أداة تواصل بل هي، إضافة إلى ذلك، وعاء فكر وسجل تاريخ، وكل تخل عنها يؤدي إلى الانفصال عن الهوية.
ويرى الباحث في مداخلته التي انحصرت موضوعاتها في: أهمية اللغة؛ أهمية اللغة العربية؛ أفضلية اللغة العربية؛ انتشار اللغة العربية؛ التآمر على اللغة العربية، أن اللغة العربية تتميز بخصائص لا توجد في غيرها، وهي محصورة في ثلاث زوايا:
أ – الزاوية الذاتية: فاللغة العربية تشتمل على جمالية في التركيب والدلالة، وجماليتها تظهر في الآتي: دقة التعبير؛ الخفة على اللسان؛ الغناء والثراء في المعجم.
ب – الزاوية الدينية: فاللغة العربية تكتسي أهميتها وشرفها من لغة القرآن والحديث النبوي الشريف، فهي تعتبر المفتاح الضروري لأقفال القرآن والحديث النبوي الشريف، كما أنها وسيلة لإدراك إعجاز القرآن وتذوق أسراره، وأخيرا فهي الجسر المتين إلى الفكر الإسلامي والتراث الفقهي في حضارة الإسلام.
ج – الزاوية الحضارية: ففي هذه الزاوية اعتبر الباحث اللغة روحا للحضارة، ويرى أن التفريط فيها يعني التفريط في الهوية والحضارة والذاكرة الجماعية.
وسعى الباحث في حديثه عن أفضلية اللغة العربية على ما سواها من اللغات إلى التكثيف من النقول ليقنع المستمع بمقولة أفضلية اللغة العربية على سائر اللغات، مسايرا الكثير منهم، وقائلا بما قالوا في الأمر من كون العربية هي لغة أهل الجنة، أمثال: الثعالبي وابن فارس والسيوطي والفارابي وغيرهم.
واعتبر الراضي أن اللغة العربية انتشرت وبلغت الذروة الحضارية والعلمية والفكرية، وتقدمت بها أمة الإسلام وسادت، وقد ساهم في انتشارها تلكم الخصائص الذاتية المميزة لها، وليس كما يدعي البعض أن الدين والسلطان هما من عملا على نشر اللغة العربية بين الأقوام؛ فالدين ساهم بشكل جزئي، وكذلك انتشار اللغة العربية بتوجيه السلطان قد يكون انتشارا قطريا، أما واللغة العربية بلغ انتشارها جميع الأقطار فذلك لمقومات ذاتية.
من جهته يرى الدكتور محمد الطاهري في كلمته، أن علماء سوس خدموا اللغة العربية شأنهم في ذلك شأن الكثير من الأعاجم: من سيبويه إلى المختار السوسي، وألفوا بلغة الضاد مع الحفاظ على اللغة الأم وهو ما يوافقه عليه عميد كلية الشريعة الدكتور عبد العزيز بلاوي حيث أكد في مداخلته على صعوبة إلمام الندوة بفضائل السوسيين على لغة الضاد، فقد عكفوا على مدارستها والتبحر في علومها، وأبدعوا في ذلك مدرسة أدبية متميزة وذات خصوصية.
وللإشارة فقد ترأس الجلسة الافتتاحية الدكتور إبراهيم الوافي، حيث ذكر بسياق انعقاد هذه الندوة، وبعنوانها؛ إذ تأتي تاسعة لندوات سبقتها منذ 2011 إلى اليوم، وكلها تتدارس التراث الفكري والعلمي لرجالات سوس العالمة.
Source : https://dinpresse.net/?p=5284