رشيد المباركي
ذكرت وكالة بلومبرج أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيلتقي لأول مرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تهدف إلى إعادة بناء العلاقات بين البلدين بعد الإطاحة بالحاكم السوري السابق بشار الأسد، الحليف الأساسي لروسيا. وكانت موسكو قد خططت لإقامة مؤتمر روسي-عربي يوم الأربعاء، لكنها ألغت الفكرة بعد تأكيد مشاركة عدد محدود من القادة العرب، بينهم الشرع.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الشرع سيتوجه إلى روسيا الأربعاء في أول زيارة رسمية له، حيث سيلتقي بوتين لمناقشة سبل تطوير التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية والدولية. وأوضحت الوكالة أنه في يوليوز الماضي، التقى بوتين بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووصف الأخير اللقاء في العاصمة الروسية كبداية لعهد جديد من التفاهم السياسي والعسكري بين دمشق وموسكو. وأكد بوتين التزام روسيا بدعم إعادة إعمار سوريا التي دمرتها الحرب.
وبيّنت الوكالة أن روسيا دعمت الأسد خلال الحرب الأهلية السورية عام 2011 بضربات جوية وصفتها الأمم المتحدة لاحقا بأنها جرائم حرب، لكنها لم تتدخل عندما أطاحت مجموعة الشرع بالأسد، ثم ضغطت الحكومة الجديدة للحصول على تعويضات، ووعد بوتين في اتصال هاتفي بتقديم مساعدات إنسانية وإعادة النظر في اتفاقيات الأسد.
كما بيّنت أن سوريا، التي دمرتها الحرب الأهلية منذ 2011، تسعى إلى دعم المجتمع الدولي لإنعاش اقتصادها. وموسكو تحاول الحفاظ على السيطرة على قاعدتين عسكريتين حيويتين في سوريا — ميناء طرطوس ومطار حميميم — بعد سقوط الأسد. وسعت الولايات المتحدة وأوروبا لدمج سوريا في المحور الغربي وتقليل نفوذ إيران وروسيا، والتقى الرئيس ترامب بالشرع في السعودية ونيويورك، وخفف بعض العقوبات الاقتصادية، بينما رفعت أوروبا جميع العقوبات المتبقية، بعد أن منح بوتين الأسد اللجوء في موسكو عقب تقدم الشرع نحو دمشق من إدلب.