الرئيس الإيراني: المشكلة تكمن فينا، والمتشددون يطالبون بإقالته
رشيد المباركي
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن السنة الأولى للرئيس مسعود بيزشكيان في منصبه شهدت أزمات متداخلة وصفها هو نفسه بأنها كارثية ومستعصية على الحل.
تعاني إيران من تضخم متصاعد، وانهيار العملة، ونقص حاد في المياه والطاقة، وتصاعد في الاضطرابات الأمنية، بما في ذلك الاغتيالات، والضربات الإسرائيلية والأمريكية، وتدمير منشآت نووية رئيسية. وفي تصريحات علنية صريحة غير معتادة، اعترف بيزشكيان صراحة بأنه عاجز عن إيجاد حلول، مصرحا للجمهور بأن مشاكل إيران “لا يمكن التغلب عليها”، وحثّ الآخرين على التدخل إن كان بإمكانهم تقديم حلول أفضل.
وبخلاف نهج الرؤساء السابقين، ألقى بيزشكيان باللوم في مأزق إيران بالدرجة الأولى على إخفاقات داخلية لا على أعداء خارجيين. وأشار إلى الفساد، والصراعات الداخلية، وعقود من الإنفاق الحكومي المتهور كأضرار ذاتية، مرددا مرارا: “المشكلة تكمن فينا”. بل إنه حثّ المسؤولين المحليين على تجاهل وجود الحكومة المركزية وحل مشاكلهم بأنفسهم، مُدّعيا أن الرئاسة عاجزة عن صنع المعجزات.
وبحسب الصحيفة، انتشرت هذه التصريحات على نطاق واسع داخل إيران، وأثارت ردود فعل حادة. ويرى منتقدوه، بمن فيهم محافظون وبعض الحلفاء، أن صراحة بيزشكيان تُظهر ضعفا وعدم كفاءة في لحظة حرجة، فيما يطالب المتشددون علنا باستقالته. وفي المقابل، يُشيد مؤيدوه بصراحته، قائلين إنه يُخفّض عمدا سقف التوقعات العامة، ويكشف عن القيود الهيكلية لسلطة الرئيس في نظام يُسيطر عليه في نهاية المطاف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
كما أقرّ بيزشكيان علنا بتبعيته لخامنئي في قضايا رئيسية كالمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة والقيود الداخلية كحظر وسائل التواصل الاجتماعي، مُؤكدا مدى محدودية سلطته. وأوضحت الصحيفة أنه من الناحية الاقتصادية، تتدهور الأوضاع بوتيرة متسارعة، إذ فقد الريال أكثر من نصف قيمته منذ تولي بيزشكيان منصبه، ويُقدّر التضخم بنحو 60%، وارتفعت أسعار السلع الأساسية كالألبان واللحوم بشكل حاد. ويتفاقم انعدام الأمن الغذائي، وتتكرر انقطاعات الطاقة والمياه، ويضطر العديد من الإيرانيين لبيع مدخراتهم أو ممتلكاتهم لمجرد البقاء على قيد الحياة. ويحذر خبراء الاقتصاد من أنه بدون تحول جذري في السياسة الخارجية لتخفيف العقوبات، لا سبيل واقعي لتحقيق استقرار الاقتصاد.
التعليقات