الدروس الفيحاء من ذكرى المسيرة الخضراء 

3 نوفمبر 2025

د. صلاح الدين المراكشي

إمام وخطيب ومرشد ديني بالمستشفيات والسجون الفرنسية، ومبتعث سابق من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

لا يمكن أن يمر بنا نحن المغاربة 6 من نونبر من كل سنة دون الحديث عن ذكرى وطنية عزيزة على قلوبنا وهي من أعظم الذكريات الخالدة والمجيدة : ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة 06 نونبر عام 1975 ، على مخططها ومدبرها وقائدها الرحمة والرضوان جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وخلَّد في الصالحين ذكراه.

كانت مسيرة سلمية لاسترجاع الأقاليم الصحراوية من أيدي الغاصبين المحتلين، وهي تاريخيًا جزء أصيل من التراب المغربي، مثبت بالوثائق الرسمية والدولية، ولا ينكره إلا جاحد أو ناقم.

لقد استجاب المغاربة يومها رجالاً ونساء ومعهم أطفالهم …لنداء الدين، والوطن، حاملين للأعلام الوطنية، وغير الوطنية لبلدان صديقة وشقيقة يحملها إخوة أشقاء لبلدانهم… يشاركون المغاربة فرحتهم، وآمالهم، ونصرهم المنتظر الذي تحقق، مهللين مكبرين ساجدين شكرا ً لله رب العالمين بعد أن وطأت أقدامهم تلك الربوع من بلادهم، رافعين للقرآن الكريم؛ الذي – فعلاً- متى ما تمسكت به أمة تنزيلاً، و تطبيقاً، إلا وسعدت به في الدنيا والآخرة؛ هذا وعد من الله ، قال تعالى ( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) . النور الآية : 55

ولا ننسى في هذا المقام دور المسلم الصالح، والمواطن المغربي النبيل؛ المسؤول البطولي والشجاع في خدمة قضايا أمته؛ وما يجب عليه تجاه دينه، ووطنه، وأمته، تمثلها الراحل الملك الحسن الثاني – رحمه الله – كخير مثال يحتذى في هذا الجانب المهم، والمشرق من حياة الأمة المغربية.

ولا يكفي الاستدلال بما قام به رحمه الله بحديث واحد إن لم نقل بأحاديث عدة في هذا المقام من ذلكم : قول جده المصطفى صلى الله عليه وسلم في تحمل المسؤولية ” كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ” متفق عليه.

هذا الحديث جسده رحمه الله واقعاً عملياً ملموساً ظهر ذلك من خلال مشاركته لإخوانه المغاربة، في تلك المسيرة معلنين بصوت عال في وجه العدو الغاصب ” لا، للمساس بالوحدة الوطنية والترابية للمملكة “، ضارباً أروع الأمثلة في باب القول والعمل.

وأن الوطنية الصادقة ليست شعاراً يُرفع فقط …أو مقالاً يُكتب ليس إلا …، أو خطاباً يُلقى علينا – كما هو الحال- من خطابات بعض الناس اليوم ، لا ندري الصادق فيها من الكاذب “؛ولكن الله يعلمه، بل عزيمة صادقة، وإرادة قوية، وبسَالة واضحة، ظهرت منهم جميعاً الله حسيبهم وان كنا لا نزكي على الله أحدًا.

ولله در القائل: أولئك آبائي فجئني بمثلهم / إذا جمعتنا ياجرير المجامع.

ثم إنناقد رأينا متانة العلاقة بين الراعي والرعية والاستجابة الفورية لنداء الدِّين والوطن وسيبقى الأمر ما بقي الليل والنهار والمغاربة جميعاً – ولله الحمد -، متمسكين بالكتاب والسنة وما أجمعت عليه الأمة تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمدا السادس نصره الله وأيده يدافعون ويناضلون في إحقاق الحق وإزهاق الباطل شعارهم: “الله الوطن الملك”.

نعم لقد رأينا في هذه المسيرة كما أطلعتنا به التسجيلات القديمة، وماحدثنا به آباؤنا عليهم رحمة الله ومتع الله باقيهم بالصحة والعافية ، أن غير المغاربة من إخوانهم المسلمين قد شاركوهم فيها، وقد سبق أن أشرنا لهذا مما يدلكم على وضوح الهدف، أن المسلم أخو المسلم لا يخذله في قضيته ولا يتركه في محنته، بل يسانده ويقف إلى جانبه؛ ويتألم لآلامه، ويغار على حرماته؛ كما قال عليه الصلاة والسلام ” المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم ” رواه أبو داود والنسائي.

وكما هو الحال عندما تُمَس قضايا المسلمين في بلد آخر، يحزن لحزنهم بقية إخوانهم في العالم، ويدافعون عنهم بما أوتوا قيادة، وحكومة، وشعباً؛ في المحافل الدولية، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

لقد توج الله نضال المغرب أمس باعتراف أممي بمشروعية الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب.

فلنحمد الله على هذا النصر المبين، ونسأله أن يحفظ وطننا وملكنا، ويديم على المغرب الأمن والعز والتمكين.

اللهم آمين.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...