الدراسات القرآنية بين القديم والحديث: مناهج واهتمامات معاصرة

محمد أومليل

وقع تطور ملحوظ وملفت للنظر في مجال “الدراسات القرآنية” لدى المستشرقين والمسلمين على السواء؛ من حيث المناهج والاهتمامات والأهداف والمنطلقات والمقاصد والاتجاهات.
شهدت “الدراسات القرآنية المعاصرة” تطورا ملحوظا في العالم الغربي والعالم الإسلامي يتضح ذلك من خلال الكم الهائل من الأطروحات الأكاديمية والمؤلفات والمقالات والمحاضرات والندوات والحوارات.
في ما صدر عن الاستشراق من دراسات، حسب الباحث الإيراني مرتضى كريمي نيا، بلغ عدد عناوينها 8812 عنوانا في حدود خمسة قرون الأخيرة ما بين سنة 1500 وسنة 2012.
مناهج واهتمامات الاستشراق المعاصر مختلفة عن مناهج واهتمامات الاستشراق الكلاسيكي، بما في ذلك أسلوب العمل، بحيث هذا الأخير كان يشتغل على المستوى الفردي، بخلاف الاستشراق المعاصر يشتغل على شكل مؤسسات وفرق عمل ودعم مالي هائل، لديهم مشاريع ما زالت لم ترى النور بحكم ضخامتها، مثل: “الجينوم القرآني” بألمانيا!
ومشروع على المستوى الفردي لم ير النور بعد ما زال يشتغل عليه (خالص جلبي) “مشروع تفسير عصري للقرآن”.
من ضمن المناهج الجديدة للاستشراق المعاصر ما صدر عن المستشرق الفرنسي (رولان مينيه):
” له دراسة جديدة تندرج ضمن وسائل تحليل النصوص تستند على نظرية التماثلات والتوازي والتراكيب المتحدة المركز، حيث طبقها على النص القرآني (لاختبار مدى تماسكه الداخلي)؛ سرعان ما ظهرت السور، التي تبدو مجزأة، متماسكة بقوة شيدت بنيتها بدقة عالية “(1).
ما تقدم ذكره على سبيل المثال لا الحصر..
ذلك التطور الملفت للنظر الذي شهده الاستشراق المعاصر حفز المسلمين على الاجتهاد وبذل الجهد في مجال الدراسات القرآنية من حيث المناهج والاهتمامات.
من ضمن المناهج التي أصبحت معتمدة:
– المنهج المركب؛ دمج عدة مناهج في منهج واحد.
– المنهج الرقمي والافتراضي
– المنهج الاحتمالي
– المنهج المتيدولوجي
– المنهج ليكسيكولوجي
– المنهج اللفظي
– المنهج الترتيلي
– المنهج السياقي
– المنهج الاصطلاحي
– البنيوية الحديثة.
إلى غير ذلك من المناهج المعاصرة المعتمدة من قبل الباحثين المسلمين.
أما الاهتمامات فهي جديدة ومتعددة، من ضمنها؛ ربط العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقرآن الكريم، مثل:
– إبستمولوجية القرآن
– سوسيولوجية القرآن
– أنثروبولوجية القرآن
– ميتودولجية القرآن
– ليكسيكولوجية القرآن
– كونية القرآن.
بالإضافة إلى اهتمامات أخرى، مثل؛ البناء الداخلي للقرآن، البناء السياقي التاريخي والثقافي للبيئة التي نزل فيها القرآن، لسان القرآن، عربية القرآن، مصطلحات القرآن، مفاهيم القرآن.
على العموم، موضوع “الدراسات القرآنية المعاصرة” غني بالأبحاث والاجتهادات والابتكارات جلها صادمة ومستفزة معرفيا ومحفزة على الاستدراك الذاتي وإعادة النظر في أغلب مسلماتنا التي تلقيناها دون بينة وفحص وغربلة.
وذلك أمر طبيعي إبستمولوجيا وسوسيولوجيا بحكم قانون التطور والتدافع بين أنصار القديم وأنصار الجديد؛ على أساسهما الاثنين يسير المجتمع قدما إلى الأمام بشكل متوازن دون إفراط أو تفريط.
المراجع:
-1، معالم منهحية جديدة في الدراسات القرآنية، موقع البيان.
#محمد_أومليل_الدراسات_القرآنية_بين_القديم_والحديث