2 يوليو 2025 / 15:25

الدالاي لاما يحسم الجدل: خليفة روحي خارج وصاية الصين

أعلن الزعيم الروحي للتبت، الدالاي لاما، عزمه الاستمرار في تقليد التناسخ لاختيار خليفته، مؤكدا أن هذه العملية ستتم وفقا للتقاليد البوذية المتوارثة، وتحت إشراف مؤسسة Gaden Phodrang Trust التي أسسها، مع استبعاد أي تدخل خارجي، في إشارة ضمنية إلى الصين.

جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الديني التبتي الخامس عشر بمدينة دارمسالا، حيث أوضح أن قراره جاء استجابة لمطالب متكررة من شخصيات دينية وعلمانية تبتيّة، إضافة إلى نداءات من التبتيين في الداخل، طالبوا بضمان استمرارية المؤسسة الروحية.

وأكد الدالاي لاما أن لا جهة لها سلطة التدخل في مسار اختيار خليفته، في رد غير مباشر على مطالبة الصين بأن تجري العملية داخل أراضيها وتحت إشرافها القانوني.

وقد سارعت الخارجية الصينية إلى التذكير بأن اختيار الدالاي لاما المقبل يجب أن يتم بموجب القوانين الصينية.

يُذكر أن الدالاي لاما الحالي، تينزين غياتسو، يعيش في المنفى منذ فراره إلى الهند عام 1959 عقب انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني، حيث أسس حكومة تبتية منفية وسعى لحشد الدعم الدولي لقضية التبت، ملتزما دائما بالنهج السلمي.

ويُعتقد في البوذية التبتية أن الدالاي لاما يتجسد بعد وفاته في طفل جديد، وتجرى عملية الاختيار من قبل رهبان كبار بناء على دلائل روحية وسلوكيات مميزة.

وقد تم التعرف على الدالاي لاما الحالي حين كان في الثانية من عمره بعد تعرفه على مقتنيات سلفه، قبل أن يُعلن عنه رسميا عام 1940.

وفي كتاب صدر له مؤخرا، ألمح الدالاي لاما إلى أن خليفته سيولد في “العالم الحر”، في رفض صريح لتدخل الصين في مسار الخلافة.

بهذا الإعلان، يكون الدالاي لاما قد أعاد التأكيد على استقلالية قراره الروحي، واضعا حدا لسنوات من الجدل، وممهدا لصراع محتمل بين التقاليد البوذية والضغوط الصينية الساعية إلى بسط نفوذها الديني والسياسي.